كراسي.. ومآسي

م. عبدالقادر حاتم
السبت ، ١٠ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٨ مساءً

الله ما أتعس كرسي الوظيفة

 أكانت في أول السلم

 أو نهايته..لأجل هذا الكرسي تسفك الدماء وتعلوا الأحقاد ويبرز اللؤم ويسود الهم وتتواتر المجاملات وينتشي مسالك النفاق.. ويسحق الأخ أخاه والصديق صديقه..وفوق هذا وذاك الكرسي وعاء ليس له حول ولا قوة والجميع يمقتونه ويوجهون له جل غضبهم وكأنه السبب في جبروت من يعتليه أو يتربعه .. 

وعلى كلِِ إشتقت لكرسي وظيفتي التي كنت أشغلها كوكيل لمحافظة تعز وأبعدتنا الحرب على الجلوس عليه مع التقدير والإحترام أنهم لم يصدروا قرارا بتغيري ومكاني شاغرا لي أولا ولمن سيخلفني ثانيا،

مع أنني كل فترة وأخرى أحاسب نفسي للسنين التي قبعتها معتليا ذلك الكرسي..ما هي الجوانب السلبية والإيجابية والحمد لله ويعلم الله أنني كنت أحترم نفسي واحترم الوطن والكثير ممن عرفوني هم الأجدر بتقييمي وإصدار الحكم لكون الشخص لا يشهد لنفسه..مع أن الواقع يبرز السيئ والمحسن، ولا يستطيع الإنسان حجب الحقائق والمغالطة كانت سلبا أو إيجابا.

ما علينا كما يقال وأكرر لن أشهد لنفسي وما أردته من كتابة هذه الأسطر ليس له علاقة بالمناصب والوظيفة ليس له علاقة بالحقد الذي يحمله البعض الذين يهمهم النهوض إلى أعلى المراتب دون الاكتراث والتفكير لما سيقدمه من خدمة للوطن وللدين والآخرة.

لهذا كما ذكرت لكم ذهبت إلى سوق الأثاث المكتبي في الغربة وتجولت في أروقة بعض المعارض وأكيد كرسي مكتبي في محافظة تعز لم ولن أنساه شكلا.. وآسف ومعنى، ولمحت شبيها له 

وتذكرت عرش بلقيس عندما قالت الملكة بلقيس كأنه هو ..ولا يروح بالكم بعيدا وأن طموحي لايزال يتقافز بين أضلعي لكنني قلت إذا كانت المشكلة هي الكرسي نشتريه ونسلم القلق والطموح ونغير وظيفته.. فكرت أغير وظيفته المتعالية ومن موقعه كرسي مسؤول إلى كرسي أضعه أمام المصحف الشريف لقراءة القرآن الكريم اشتريت الكرسي الذي كان يأتيني بالمجان من الدولة ، ووجدت روحي التي بعدت عنها كثيرا وجدت صورتي وسلوكي اللذان أحببت أن أتميز بهما مع أن الخشوع الذي كان يأتينا في سن مبكرة من العمر كان يأتي طوعا وببساطة اليوم نحن من نحاول أن نعيشه ونجلبه بصعوبة ولو بأقل النسب 

رغم قيام الليل وإبقاء الغرفة مظلمة حتى نغوص في أعماق أرواحنا إلا أن محصلة الخشوع قليلا ما نعيشها وأخشى أن ما ذكر حول أن للمرء ما وعى من صلاته أن تكون المحصلة ضعيفة..لكن المهم التوجه والاستغفار عن كل ما فات، وإذا كان علماء التنوير والدين في أعلى المنابر يطلبون من الله أن يغفر لهم وهم ينشرون الرحمة والمحبة والمواعظ فما بالكم بمن كان مسؤول ويتربع على ذلك الكرسي الحقير.. ويستغل منصبه في الحرام.

هنا أعتذر للكرسي المصنوع بيد الإنسان ليحتوي العظيم والفاسد ويكفي لعن وذم للجماد وإذا لزم العتب فاليكن على من يعتلي هذا الكرسي .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي