كتائب الجوع

سميه الفقيه
الاربعاء ، ٠٧ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤١ مساءً

ما يقارب العقد من الزمن ونحن في اليمن نكتوي بنار الحرب التي تزايدت مآلاتها وكوارثها مع كل يوم يمر علينا وعلى وطننا، وبسببها توالت المآسي وانعكاساتها على الواقع وعلى معبشتنا الضنكى،

و بتنا نعيش في أسوأ حال، ومازلنا نغوص في وحل من الكوارث الإنسانية بمختلف جوانبها، التي تنأى عن حملها الجبال، وحملها المواطن اليمني بروحه المنهكة ،وقلبه المقتول.

 

عقد من الزمن ولم تعد العقول إلى رشدها، و يمانيتها وحكمتها التي أثبتت نيران الحرب أن اليمنيين أبعد ما يكونوا إلى الرشد والعقل والحكمة..فمازالت الفرقة تتوسع والشقاق يتمدد 

على أشده ، والأخوة الأعداء مازالوا بنفس درجة العداء والبغضاء والحرائق تشتعل في أرجاء اليمن، والقتل و كتائب الجوع يحصدان الضعفاء .

 

عقد من الزمن و مازلنا في عنق الزجاجة، ونجهل متى سبكون الخلاص والانعتاق.و ما إن كنا ننتظر أن تنتهي حرب العقد من الزمن، إلا وأدخلتنا عصابة إيران أتون حرب أخرى تدور رحاها في البحر، انتقلت للبحر بعد أن دمرت البر والذين في البر، ليظل اليمني رهين الانتظار المؤلم، يتضور قتلًا وجوعًا ومرضًا بعد أن تكالبت عليه كل المآسي، وبلغت القلوب الحناجر بينما تجار الحرب في الداخل والخارج ما زالوا يستثمرون أوجاعنا لمزيد من المكاسب والمصالح النتنة.

 

اليمني الكادح مُحاربٌ في قوت يومه، ورغيف العيش، يحيا الذل والإهانة بأبشع صورها ،وما من مُجير يقيه صراخ الأمعاء الخاوية، وبكاء الأطفال ومرارة الهوان وكتائب الجوع تتناسل تماما كما كتائب الموتى.

 

ما زال اليمنيون يعيشون حالات مأساوية و مروّعة من التدهور والانهيار لكل مقومات الحياة ، والفقر قد تدلى حتى الأرض السابعة، بينما سُلطة الداخل ممثلة بعصابة الحوثي تنعم بخيرات البلد دونما أي مبالاة لعذابات يتجهرعها اليمنيون، وأيضًا سُلطة الخارج ممثلة بالحكومة المغتربة، تعيش الترف بكل أشكاله، وقد تحوّلت الحرب لأوزة تبيض لهم بيضًا من ذهب .. وما أسهل الجوع على السلطتين، وما أبشع أن تعيش في وطن تَحوَّل حكامه لوحوش سائمة لا تشبع ولا تقنع ، وقد تجردوا من كل ضمير ونزاهة و وطنية وآدمية، يصرون على المراهنة على شعب تزداد فيه كتائب الأموات والجوعى ، يربطون بطون الأطفال والعجائز، بينما هم وأطفالهم يعيشون رغد الحياة ونعيمها.

 

فأن تبني جاهك وسُلطتك على أنقاض البطون الخاوية، فهذا يعني قمة الانحطاط القيمي، في وطن لم يبقَ فيه سوى اللصوص والانتهازيين والأشد إجرامًا ودموية.

 

فمتى يكون الانعتاق؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي