ملكة النمل أحرص

د. محمد شداد
الاربعاء ، ٠٤ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٥:٣٤ مساءً

 

بضمير حي ومسؤولية ذات معنى إنساني وأخلاقي تحملت الجن والإنس وحتى الحشرات والطير مسؤولياتها تجاه أقوامها بما فيهم ملكة النمل إلَّا عديمي الأخلاق والضمير الذين تولوا شأن شمال الشمال اليمني من ألف سنة عدى ما تخللها من فترات ذهبية في مناطق خارج سيطرتهم كعهد الدولة الأيوبية والرسولية والصليحية ودولة القيل عي بن الفضل.

 ترقبوا ضعف الصف الجمهوري بعد أن أشاعوا فيه الفُرقة وعملوا فيه على إذكاء الفتن والفساد، وبعد تسللوا ثانيةً عاثوا في اليمن الفساد وانتزعوا كل شيء له شأن فيها إنها السلالية الإمامية ومذهب الشؤم فقاسة الإرهاب الزيدي الهادوي الداعي إلى دورات العنف والخروج بالسيف عبر القرون...

إنه المفاعل "المنوي" السلطوي الذي تسربت جيناته حتى أصبحت داء عضال في كل بلاد حلوا بها، فلا يوجد حرب في بلد إسلامي ما إلا وجد القارئ لأصابع الهوشمة آثاراً دموية وخرافات تشهق بخرافة الحق الإلهي والسمو العرقي..

ليس لهم شبيه إلا الصهاينة اليهود عبارة قالها هتلر عن يهود أوروبا "لا يوجد فساد مالي أو أخلاقي في العالم إلا وجدت وراءاه أصابع يهودية" لم تأتِ صناعته للمحرقة من فراغ آثاروا في أروبا الفساد تجسس على دولها وبيع للمعلومات ومراباة في الأموال وخسة في التعامل حتى تجارة الجنس والمرأة، عملاً مقيتًا مخالف لأخلاق وقيم كل الديانات لم يتركوهم تخلصت أوروبا من شرورهم واختلقت لهم أكذوبةً اسمها أرض الميعاد ليحلوا على جثث الفلسطينيين وأرضهم ودماءهم وخنجرًا في عنق الوطن العربي وقلبه..

أكبر كارثية إرهابية في العصر الحديث اسمها داعش لم تترك بلاد إلا وتركت فيه أنين وأثراً لجراح وصدى لرعب وصورة لخوف، كارثة كبركان الشمس لا يوجد بلاد على الكوكب إلا وسمع بها واشتم رائحتها عن بعد.. الشاهد الفاجع هنا قادتها، أتدرون منهم؟ لهم صلة وثيقة بالهوشمة زنابيل دعاة الاصطفاء العرقي أو زنابيل غشيتهم الفكرة فأحرقتهم وذويهم. 

مؤسسها ذائع الصيط ابو بكر البغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري السامرائي، نسبه تنظيم الدولة الإسلامية لرسول الاسلام مخمد صلى الله عليه وسلم  بعد السلسلة المتوسطة خلصوا إلى أنه ابن لشريف يحيى مروراً بالكاضم والصادق والرضى والهادي وصولاً إلى علي بن أبي طالب!     ورغم تأكيد كثير من الكتاب والمحللين أنها صناعة أمريكية لتفكيك المجتمع العراقي وصناعة ألغام الطائفية والمذهبية في بلاد الرافدين، قال عنه مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية لنيويورك تايمز عام 2014م "عندما اعتقلناه عام 2004 كان وغد شوارع، ولم تكن لدينا البلورة السحرية لتبلغنا أنه سيصبح زعيم تنظيم الدولة الارهابي.  

 وتأكيداً على أنه صناعتهم كتب عنه وليام ماكنت مؤلف كتاب "يوم قيامة تنظيم الدولة: التاريخ والاستراتيجية ورؤية تنظيم الدولة لنهاية العالم" يقول: "إذا مات البغدادي فإن التنظيم سيفقد وسيطا بارعا وسياسيا لا يرحم ورجل دين ذو نسب نبيل.. ذو نسب نبيل صفة لا تطلق إلا على من ادعاها حقاً كانت أو باطل.. ديدنهم السلطة ولو على بحور من الدماء .

فالعيب لا يقع على الشرفاء من اي عرق ولا نعتب على الهواشم أو غيرهم فيما يذهبون إليه من دعوات  بل العتب كله على جماهيرنا الواسعة التي اطمأنت إلى خداع الطامعين وأصحاب الدعوات التفضيلية منهم واسترتحت لنعومة مقالاتهم عند الضعف .

والعود هنا إلى بيت القصيد المخدوعين من الشعب اليمني، ماذا كانت النخب تفعل عندما كانوا يعدون العُدة ويعبئون الشعور السلالي ويبنون العلاقات ويغررون بعامة القوم؟ وكيف سمح الشعب لنفسه أن يبيع لهم مفاصل دولته ومصادر قراره وهو على ذلك من الشاهدين؟ 

سخر الناس من قدراتهم عند امتلاك القوة لكنهم كانوا حقيقةً فيها، كانوا عمقها ولب الحركة فيها استخدمتهم دولة القبيلة لتمرير مشاريعها لكنها استخدمتهم لبناء قوتها المتنامية دون علمٍ منهم، فتغلغلوا فيها بذكاء خدعوها باسم المذهبية والحق العصبوي في الحكم استخدموا المرض الجهوي كسلاح ناعم ركبت عليه أمانيهم، احتار المحللون من الذي كان يجري في اليمن بعد النكبة عصابات تدعي حماية الولية عسكرية من عناصر الإرهاب تدعي حماية الجمهورية من السقوط وهم بها يهدمون تدعي حماية الشعب من توغل الفساد وإذا بهم هم الفساد كله عينه وذاته، احتار المراقبون من سقوط جيش بكل صنوفه وقواته بيد عصابة، قدمت من أعالي الجبال كانت تستجدي الأمان من كل ذي صلة بالدولة والبرلمان وبكل حر خارج الدولة والعاصمة فعلوها جميعهم الغازين والفاتحين لهم الخطوط السود للسير تجاه العاصمة..

وياليتهم جميعهم حرصوا على حماية حقوق الناس وحفظ مصالحهم ودماءهم وفعلوا  كما فعلت ملكة النمل التي نادت على قومها بواديها أن ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده فدخلوا مساكنهم وسلموا من السحق والدمار..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي