هي اليمن قالها حميد الأحمر نقلاً عن أبيه

د. محمد شداد
السبت ، ١٥ مارس ٢٠٢٥ الساعة ٠٢:٥٧ صباحاً

 

 

برغم كل السياسات الموجهة من أصحاب العاهات الاستهدافية لها والممنهجة ضدها ستظل محافظة تعز محط الأنظار ومحرك الثورات والتأثير الوطني الدائم، ستظل المشروع اليمني الأكبر في مواجهة أصحاب المشاريع الصغيرة، القروية، الحاقدة..قالها حميد الأحمر في خطاب جماهير واسع عن أبيه أن "تعز هي اليمن واليمن هي تعز"، أبوه الذي قال في ساعة صفاء "أبناء تعز رجال السلم والحرب الفاتر أي الضعيف منهم يفتح له بوفيه يطلب الله يأكل منها حلال دون تهباش"..

 

نعم لأنها القامة التي تنفِسها القزميات المتماهية مع بعضها المتآمرة على فاعليتها وعلى تاريخها من خلال التشويه وتغذية الصراعات البينية والانقسامات البنيوية، وبعث ثقافة ما قبل الدولة، وافتعال الأزمات الدائمة لتبقى أسيرة الصراع لكنها لن تمر، ستبقى تعز التحدي الأكبر والإباء السرمدي الدائم، تأبى الخضوع والانحناء لمشاريع الإمامة والتفاهات الصغيرة، يأبى أهلها الأحرار إلا ان يتموضعوا في المكان الذي خُلقوا لينبعثوا فيه ومنه مهما بلغت جسامة التضحيات..

 

دفعت وما زالت تدفع الثمن الغالي وهي تُواجَه بكل الأسلحة والطرق، سيظل ثمن دفع فواتيرها باهض الثمن لأنها هي هي، تدفع بسخاء للحفاظ على كرامة الأمة كل الأمة اليمنية والحفاظ على قيم الحرية دون وصايا من عرقٍ أو هيمنة من قبيل..

 

ستنتصر للوطن وتحقيق مبادئ العدل والشراكة الحقيقية والتأسيس لنظام جمهوري ديموقراطي يكفل الحرية والمساواة للجميع، دون تحيز لطرف تحت أي مسمى، لاعتقادها أن الوهم وحب الجلادين ومبدأ الولاية كفر إنساني وسقوط أخلاقي وديني مريع..

 

وستبقى الخزان البشري الذي يدفع بالدماء الوطنية والثقافية في جسد الوطن من السهل إلى الجبل ومن البحر إلى البحر، وعلى المتوهمين بتحطيم أعمدة الجمهورية والعِلم والثقافة فيها أن يرعووا ويشربوا من بحرها علها تشفيهم..

 

في الوقت الذي كانت تعيش كثير من المدن اليمنية تحديدًا مدن شمال الشمال الظلام الدامس في سبعينات القرن الماضي كانت تعز في أزهى عصورها الثقافية، الاقتصادية والعمرانية في مقابلة له قال الصحفي اللامع أنور العنسي عندما كنا نرى أصحاب تعز أو عدن في ذمار يتراءى لنا أنهم قادمون من كوكب آخر..

 

يتحدثون عن الصحافة والصحف والسينما والمراكز الثقافية وجمال الحياة والحركة الاقتصادية، وانتشار المدارس والمعاهد التعليمية الفنية ثم ذهبت إليها في رحلة لم أصدق ما رأيت تلك هي تعز التي كثُر خصومها بقدر ما حققته من نجاحات في شتى المجالات..

 

وعليه فلن تمر خيارات سياسة الإفقار والحصار عليها بالقوة فعلى المتوردين السلاليين ومشروخي الوجدان والهُوية أن يعيدوا النظر بسياساتهم ومداواة جروحهم وأن يتعظوا من تاريخ صمودها قريبه والبعيد ، لأنها كما قال الأحمر سابقًا "هي اليمن واليمن تعز " ..

ورمضانك كريم يا أرض الصمود..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي