كشفت تقارير أمنية وعسكرية عن استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، في تعزيز تحصيناتها داخل محافظة صعدة، معقلها الرئيسي شمالي اليمن، في خطوة تعكس مخاوفها المتزايدة من فقدان سيطرتها على باقي المناطق والعودة مجددًا إلى الجبال.
وأفادت منصة "ديفانس لاين" المهتمة بالشأن الأمني والعسكري أن مليشيا الحوثي أنشأت واحدة من أكبر قواعدها العسكرية في منطقة وادعة جنوبي مديرية الصفراء بمحافظة صعدة، تضم شبكة أنفاق ومخابئ ومغارات سرية محفورة تحت الأرض، متصلة بمداخل متعددة، ومحاطة بتحصينات طبيعية وعسكرية.
ويرى مراقبون أن هذه التحصينات الضخمة، التي اقتصر الحوثيون على تشييدها في جبال صعدة دون غيرها من المحافظات، تعكس قناعة لدى قيادة العصابة بأنهم قد يُجبرون يومًا ما على الانسحاب من معظم مناطق نفوذهم، والاحتماء مجددًا في معاقلهم الجبلية، كما فعلوا في حروبهم السابقة المعروفة ب"حروب صعدة الستة".
وتشير معلومات إلى أن هذه المنشآت تُستخدم لتخزين أسلحة متطورة، ومنصات صواريخ، وطائرات مسيّرة، ومنظومات دفاع جوي، مما يجعلها هدفًا متكررًا للغارات الأمريكية ، كان أبرزها غارتان نفذتهما قاذفات "الشبح" الأمريكية في أكتوبر الماضي.
وتثير كثافة هذه التحصينات تساؤلات عن غياب منشآت مماثلة في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثيين، ما يعزز الاعتقاد بأن العصابة تستعد لأسوأ الاحتمالات، وتخطط للعودة إلى صعدة كمركز انطلاق لأي تمرد مستقبلي، في حال خسرت معاركها مع القوات الحكومية.