بعد صرخة الحوثيين وإعلانهم الولاية في الحرم المكي  ماهي آفاق السلام في ظل هذا الصلف  ؟  وماهي طبيعة علاقتهم مع المملكة حاضرا ومستقبلا .

لم نفاجأ بوفد الحوثيين لأداء مناسك الحج فقد سبق ورأيناهم يؤدون مناسك العمرة في العام الماضي   ولكننا فوجئنا بصلفهم في تسيس المشاعر المقدسة من خلال ترديدهم شعاراتهم الطائفية  وإعلانهم الولاية لعبدالملك الحوثي .

في ظل هذا الصلف الحوثي الذي يتجاوزون به كل الثوابت الدينية والبرتوكول السياسي بينهم وبين حكومة المملكة التي أفسحت لهم المجال للوصول الى أداء مناسك الحج، يتسأءل البعض عن طبيعة العلاقة بينهم وبين قيادة المملكة وهل بلغ الأمر أن يعطى الحوثي  هذا الزخم ليرفع بذلك معنويات اتباعه المنهارين في جبهات القتال  ..

الحوثيون ينطلقون  نحو تحقيق برنامجهم ومشروعهم  السياسي السلالي في ظل عجز من قوى التحالف في تحجيم وصد هذا المشروع الذي يتنامى عسكريا  وفكريا .

أما عسكريا فقد وصل الحوثي بعد عشر سنوات من القتال الى بناء ترسانة عسكريا استطاع من خلالها نقل الحرب من الداخل اليمني الى دول الجوار بإرساله الصواريخ والمسيرات واستهدافه لمنشآت حيوية في المملكة والخليج وسيطرتهم على الأجواء والبحار  اليمنية من خلال منعهم لتصدير النفط وتحجيم  الشرعية من الإستفادة من عائدات النفط ماسبب عجزا إقتصاديا كبيرا د، في الوقت الذي يعمل فيه ميناء الحديدة بكامل طاقتة ..

والجدير ذكره في تفوقهم العسكري أنهم روعوا الملاحة الدولية وهددوا بل وأوقفوا خطوط الطاقة وفي هذا تأثرت اليمن والسعودية  ومصر . .

وأما فكريا فقد استطاعوا في  سنوات الحرب الطويلة من تشييع المجتمع اليمني بفكر الرافضة الجعفرية من خلال فتح مراكزهم الصيفية التي يلتحق بها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني والذين يتم شحنهم عقائديا بالعداء لكل من يخالفهم الفكر وتصوير المسلمين  بأنهم دواعش وتكفيرهم واستحلال قتلهم .

ومن هذه المراكز الصيفية تخرّج العديد من الشباب الحاملين  الفكر الخميني الثوري  الذي يحملونه بين أضلعهم كعقيدة  ولاء وبراء  وهاهم يعلنون  الولاية لسيدهم من ساحات الحرم المكي بكل صلف غير عابهين بقانون البلد الذي يستظيفهم على أراضيه  ..

ماهي آفاق السلام في ظل هذا الصلف الحوثي  ؟؟

وهل سيكون  الحوثيين جيرانا للمملكة ؟؟؟

 وهل خارطة الطريق تضع الحوثيين الجناح الأقوى في الخارطة السياسية اليمنية ؟؟

أسئلة  رسمتها  في الأفق السياسة صورة الحوثيين في مكة المكرمة وعلاقتهم  بالجوار العربي !!

عبدالناصر بن حماد العوذلي  11 يونيو 2024