مقال ساخر... ضَحِكُ الشياطين، وغباوةُ المتحكمين، وبكاءُ اليمنيين!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٥ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ٠١:٣٤ مساءً

 

في زمن العجائب السياسية...

حيث تُبارز أمريكا "الشيطان الأكبر" إيران "رأسَ محور الشر"، يبدو أن ساحة المبارزة المفضّلة هي: اليمن!

من سيربح؟ لا يهم!

المهم أن الخسارة مضمونة...

والموقع معروف: اليمن!

تفكيك الحوثي... أم تفكيك المفاعل؟!

واشنطن تقصف، تلاحق، تُحلل... وتعتقد أن تفكيك قدرات الحوثي خطوة ذكية لفكّ شيفرة البرنامج النووي الإيراني!

كيف؟ لا تسأل!

فهذا علمٌ خاص... في رؤوس لا تعترف بالفشل إلا إذا نجح الآخرون!

عيدية أم مؤامرة؟

ضربة أمريكية طالت اجتماعًا للحوثيين، كشف عنها ترامب شخصيًا، بينما الحوثيون ينكرون:

"كان اجتماع عيد لتبادل التهاني، لا للتخطيط للهجمات!"

يا سلام!

اجتماع عسكري رفيع، وفي زمن حرب، وتسمونه "عيدية"؟!

شرُّ البليّة ما يُضحك...

ترامب... الواعظ الجديد!

ينصح الحوثيين:

"اختبئوا! هذا وقت الاختفاء لا الظهور!"

ثم يهدد:

"سندعم الصوماليين ضد تغلغلكم!"

لحظة... من قال إن الحوثي في مقديشو؟!

الحوثي في اليمن، والاستهداف في البحر الأحمر، والدعم... في القرن الإفريقي؟!

أيّ تصريح عبثي هذا؟!

الضحك هنا لا يحتاج تفسيرًا... المسرح عبثي، والممثلون أسوأ!

من كهوف "التوكل" إلى فضائيات الإنكار!

مذيع يسأل حوثيًّا:

"من أين لكم هذا السلاح؟"

فيجيب:

"توكلنا على الله، والله معنا!"

جواب ممتاز للخُطب، لا للتحقيقات!

يقول... صنعوا الصواريخ تحت القصف، في أماكن محصّنة لا تستطيع أمريكا الوصول إليها، ومقتنعون أنهم لن يُهزموا بل سينتصرون؟!

فكلما ارتفعت نبرة الإيمان المخادع، غاصت الحقيقة أعمق!

إخوانُ الصدق... وإخوانُ النفاق!

أبو عبيدة يُمجّد الحوثيين:

"إخواننا في الصدق!"

فيسيل الحوثي حُبًّا لهذا الثناء!

أما خصومه من الإصلاح؟ فهم عنده:

"إخوان النفاق والارتزاق!"

الأسماء تُوزّع حسب المصلحة...

والصدق الحوثي علامة مسجّلة بالتناقض!

شرعيةٌ تُصفّق... على وَقْع القصف!

مؤيدو الشرعية فرحوا بالقصف الأمريكي، ونسوا أن الطائرات لا تُميّز كثيرًا...

فُقِصفت شبوة، مأرب، والعَبر، كما في مناطق سيطرة الحوثي!

وفي حضرموت، تُطالب "الهبة الحضرمية" بالحكم الذاتي،

فيُهلل بعض المؤيدين بهبتهم للحكم الذاتي:

"وحدة اليمن باقية!"

بأي عقلٍ يفكرون؟ وأيّ غباءٍ هذا؟!

الدفاع المدني... بعد المطر!

في صنعاء، الدفاع المدني لا يتحرك بعد القصف، بل بعد الأمطار!

يحذّر من خطر السيول وفيضانات السدود على سائلة العاصمة، لا من الغارات!

فالأداة الرئيسية في جهاز الدفاع المدني للغارات؟

مصطلح "مدري"!

بديلٌ يمني ساخر عن "لا نُبالي"، ويُعتبر تحدّيًا مبطنًا لواشنطن!

تعز... والماء يفضح النوايا!

الرئيس وعد: إن لم تحافظ تعز على روعتها عند زيارته قبل أكثر من ستة أشهر، فإنه سيتعهد بتغيير مسؤوليها بعد ستة أشهر!

مرت الأشهر، وهطل المطر قبل أيام...

فصوّر الناشطون المشهد، وبيّنوا أن السيول تجرف الوعود، مع الأوساخ بالأطنان!

مما يعني أن المدينة لا تزال تغرق في القاذورات، والناس تغرق في الخيبة!

السماء وحدها كشفت القناع عن وعود السياسة!

مشاريع... بلا أبواب الحكومة!

في المخا والساحل، مشاريع تظهر مطلوبة جدًا: لكن كيف نفذت؟ تمويل هنا، وهبة هناك...

هل مرّت عبر بوابة الحكومة؟

عبر مؤسسات الدولة؟

عبر وزارة التخطيط أو الأشغال أو النقل؟

عبر البنك المركزي؟ عبر الإجراءات؟!

أسئلة مشروعة... أم أن الدولة تُدار من "خلف المزرعة"... بلا بوابات ولا حراسة؟!

ختامًا...

ضَحِكُ الشياطين، غباوةُ المتحكمين في المشهد اليمني، وبكاءُ اليمنيين!

بين عبث السياسة الأمريكية،

ومكر إيران، وضعف الشرعية،

يقف اليمني أعزل...

يبحث عن مأوى من الغارات،

أو عن رغيف في مكبّ نفايات،

أو عن تفسيرٍ لسياسة تُسمّى "توكلية" الحوثي...

لكن الحوثي توكّل على طهران، لا على الرحمن!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي