في كل جبهة من جبهات الوطن، وفي كل موقع من مواقع العزة والكرامة، يقف أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية كالجبال الراسخة، لا تهزهم العواصف، ولا ترهبهم المخاطر. هم رجال صدقوا الله ما عاهدوه عليه، يسيرون بثبات نحو المجد، يحملون أرواحهم على أكفهم، ويضعون النصر هدفًا لا رجعة عنه.
معنوياتهم تعانق السماء، وحماسهم لا حدود له، أما شجاعتهم فتهز الجبال قبل أن تهز العدو المهزوم في داخله. إنهم لا يرون في المليشيا سوى حشرات تثير الفوضى، لا تملك صمود الرجال ولا إرادتهم. لا يخشون الأذى، ولا يهابون الموت، بل يعشقون الشهادة، ويفخرون بأنهم في الصفوف الأولى للدفاع عن الدين والوطن والكرامة.
في مأرب، والحديدة، والضالع، وتعز، والجوف، وجبهات الحدود وكل شبر من أرض اليمن، يسطر هؤلاء الأبطال أروع الملاحم. لا يطلبون سوى قرار حاسم يطلق أيديهم لتحرير الوطن من براثن العدو الهزيل، الذي يتوارى خوفًا كلما لاح في الأفق وهج النصر القادم على أيدي هؤلاء الأبطال.
وفي هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، الذي تتضاعف فيه الأجور وترتفع فيه الدعوات، نرفع إليكم، أيها الأبطال، أسمى آيات التقدير والاحترام، ونهنئكم بهذا الشهر العظيم، داعين الله أن يثبت أقدامكم، وينصركم، ويكتب لكم النصر المبين الذي يترقبه الشعب وتترقبونه أنتم وتناضلون من أجله.
أنتم النور الذي يشع في ظلمة الاحتلال، أنتم الأمل الذي يسكن قلوب اليمنيين، أنتم رجال الوطن وحماته. فسيروا على بركة الله، وارفعوا راية العز، فالنصر قريب، بإذن الله، وما النصر إلا من عند الله.
كل عام وأنتم بخير، والوطن أقرب إلى النصر والحرية.
-->