الدولة توزعت بين اقطاب عدة في السلطة وايصا ينازعهم مراكز قوى وعصابات ، وكذلك الحال في المحافظات فلم يعد القرار بيد المحافظ وحده بل ان بعض المحافظين اصبحوا الحلقة الأضعف في هذه التوليفة العجيبة ولكنهم ارتضوا على انفسهم ذلك ، فضاع القرار في الدولة وفي المحافظات وانعكس هذا الحال على حياة الناس في معيشتهم وفي امنهم وفي كل مناحي حياتهم.
الوضع كارثي يحتاج من الجميع استشعار اننا قد اصبحنا جميعا بالهاوية ، بقي ان يعملوا جميعا على ان يلقفوا الوطن من هذه الهاوية حتى لا يقع على صخرة ويصطدم بقوة فيذهب أشلاء.
لن يتم ذلك إلا بإعادة تركيبة الدولة تركيبة صحيحة تكون فيه المسئولية على قدر السلطة ، ويكون للدولة رأس لا رؤوس متنافرة ويكون لها اذرع تساعد الرأس وتعينه على النجاح واهم هذه الأذرع نائب او نائبين للرئيس وحكومة تدرك واجبها وتعمل وفق برنامج يلبي حاجة الناس وتحت اشراف السلطة التشريعية ممثلة بمجلس النواب المهمش من قبل الجميع والذي لا تكون الحكومة شرعية إلا بعد ان يمنحها ثقته ، ويضفي الشرعية لكل السلطات امام العالم كله ، وقضاء مستقل قوي محمي بقوة القانون ، وأمن مهني يحمي المواطن ويؤمن الخائف ويردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن.
وكذلك الحال بالمحافظات المحافظ رئيس مصغر وهو المسئول على المحافظة وفقا للدستور والقانون يحاسب إذا قصر ويعزز إذا احسن وبقية الأجهزة تعمل تحت ادارته وتعينه في مهمته.
الجيش ان اردنا الانتصار على عصابة السوء اذناب المشروع الفارسي يجب ان يوحد بعقيدة وطنية واحدة وبقيادة موحدة وغرفة عمليات واحدة ، له وزير دفاع واحد رئيس أركان واحد ، وقائد اعلى واحد هو رئيسالدولة.
الاحزاب والمنظمات والشخصيات الاجتماعية رقيب يتابع نجاحات الدولة والحكومة والمحافظات يصوب الاخطاء ويلقي الضوء على أي فساد او تجاوزات ، همهم امن الوطن وارتقائه لا المحاصصة والبحث عن النصيب والمكاسب .
ان فعلنا ذلك سنكون قد جمعنا عِصِينا في حزمة واحدة وسيقوى عودنا وسيهابنا عدونا ولن يستطيع مواجهتنا ، وسيحترمنا مناصرونا من اشقائنا وجيراننا ، وسيصبح النصر حتمي لا محالة بإذن ربنا ، ولله در القائل /
تأبى العصي اذا اجتمعن تكسراً
واذا افترقن تكسرت آحاداً
فهل سيتحقق ذلك ام انه سيبقى حلم بعيد المنال.
ان لم نفق ونصحح الوضع فإننا سنصحوا على كارثة وإعصار لا يبقي ولا يذر ولن ينجُ منه منا أحد ، فلقد بلغ الضر بالناس مداه ، وموارد الدولة مهدرة والريال في انهيار متواصل والمواطن يحتضر ، فانقذوا الوضع قبل الدمار الشامل الذي قد بدت مقدماته ولا يخفى عليكم ذلك.
اللهم وحد كلمتنا لخير بلادنا وعز شعبنا.
-->