الجميع يتقبل التهاني، بعامٍ جديد قادم، يتبادلون الورود، والقبلات، ويُطلقون ألعابهم النارية، يُطفئون شموع عامٍ انقضى، ويشعلون شمعة الأمل لعامٍ جديد قادم، ونحن في اليمن يُطلب مِنّا، أن نجلس على جمرة الاحتراق التي أُشعِلَت بأيدي عصابات، الكهف، الحوثية، الظلامية، النازية، لا من اجل شيء يخص ازدهار، بلدنا، والنهوض، بحياة شعبها الحُر الكريم، ولكن ما حدث هدفه، وغايته، أن تكون إيران المهيمنة على رقاب اليمنيين، وكل العرب، وأن تصل قبضة يدها الطولا، إلى أن تتحكم بمنافذ اقتصاد العالم.
وعصابة الحوثي النازية الظلامية، تُقدِم اليمنيين قرابين على مذبح عتبة، كل لحظة تفوز بها إيران في سلب كرامة الأُمة منها.
لتبدأ فصلاً جديداً، من الهيمنة، واستعبادنا؛ محييةً آمالها في استعادة إرث كسرى واستبداد الأبناء نيابةً عنها بنا.
الغريب هنا أن الجميع يحتفلون، ويرقصون، بغروب عامٍ انقضى، وبعامٍ جديدٍ أتى، وهم إما قد نسوا، أو تناسوا، أن احتفالاتهم تُقام على أشلائنا، ويشربون نخبهم على ما سُفِحَ من دماء أبطالنا في جيشنا، ومقاومتنا، بالطبع أنا هنا لا أقصد المتنعمين والمسترخيين في حُلَة الترف، وتُحيطهم أسوار الرفاهية،المنغمسون ظاهرياً، في الوطنية، بينما هم في حقيقة المسألة، إنما يتخذون من الوطنية، ستاراً، في تجذير المناطقية، وتعميق الاستثمار لتعظيم الخصوصية، تحشيد الخاصة، لمكنوا من الاستمرارية، أوصياء على مصير شعب، وسلامةِ، بلد
إنما أقصد نحن (الأكاديميين، والعلماء، والمثقفين، والفقراء، والمزارعين، والعمال، وأبناء الجيش، والمقاومين، وكل الفئات التي لها مصلحة حقيقية في تحرير اليمن، الذين يرفعون شعار اليمن الواحد إرثاً، وثقافةً، وحضارةً، أصحاب قضية تحرير السعيدة، وشعبها، واستعادة دولة القانون، والمواطنة المتساوية، على قاعدة العدالة، والمساواة أمام الدستور، والقانون، لا فضل لجنوبيٍ، ولا لِ شماليٍ، ولا لِ شرقيٍ ولا لِ غربيٍ، على أيٍّ منهم نحو الآخر،. إذ علينا أن نتحمل الاستمرار في إيقاد شعلة المقاومة، حتى تحقيق النصر، لليمن، واليمنيين، عبر القضاء على عصابة الكهف الظلامية، ووأدها في كهوفها.
عند إذ نفرح، ونسعد، ببلدنا، وحُريتنا، ثم نترقب اللحظة، المنصرمة من زمننا، فنودّعها كما ينبغي، ونستقبل الآتي منه، بما يليق به، وبنا، بصناعة مضمون الزمن، والتحكم في البدئ، والتوديع بإرادتنا، محققين، الأهداف، والغايات لكلٍ مِنّا، في ظل التعاون، بتحمل المسؤوليات، والعمل بكل الوسائل، لتعويض بلدنا عن ما فقدته بسبب حرب عصابة الحوثي النازية الظلامية في مجالات النهوض، والبناء والتنمية، والتطور شتى، والتغلُب أيضاً على مخلفات حرب العصابة على اليمن من الأمراض، والأوبئة، والفقر، والجهل، التي أدت في مجموعها إلى إعادة تخلف البلد من جديد، خاصةً أن كثير من بُناها التحتية قد تم تدميرها.
إذاً قبل أن نتبادل التهاني في مناسبات الأفراح المختلفة، علينا العمل، من اجل توافر الأسباب لاحتفالاتنا، ومركز هذه الأسباب، ومنطلقها، وتحقيقها يكمن في تحرير اليمن من أولاً عصابات الانقلاب الحوثية النازية، وتخليصها من التكوينات الميليشاوية، المختلفة، وتحت أي عناوين، أو أجندات، سواءً كانت إقليمية، أو غيرها، عند ذلك سأكون أول المباركين في كل لحظة فرح، وطنية، أو إنسانية، تحل علينا.
أكاديمي وسياسي يمني
-->