*تحرُر الأوطان يحتاج إلى القوة، والإرادة، وصدق الموقف، والإيمان بالقضية؛ وهذه متوفرة لدى شعبنا، وغير متوفرة عند من ألفوا العبودية، واستمرأوها وهؤلاء إن تحملوا المسؤولية، يعتقدون أنها السير نحو العبودية بطريقة سلمية.
فرص التحرُر عندهم؛ تعني؛ العمل من اجل الكسب الشخصي، والحفاظ على سلامة النفس، وفي هذا الاصدد، يرفعون شعارات ظاهرياً تُخالف ما تكنه عقولهم، وقلوبهم وأرواحهم المهزومة، والمسكونة بالعبودية.
إذ يُظهرون لنا أنهم مع قضايانا، ويُنفقون الجهد، والمال، ويُضحون براحتهم، ووقتهم، تحقيقاً لطموحاتنا، في الوصول بالوطن، إلى ما نصّبوا إليه، ونعمل على إنجازه، ونحلُم بالعيش فيه، وهدفهم خداعنا، واتمرارهم أوصياء على مصير، مُستقبل الخلاص الحقيقي لوطننا.
*بلدنا اليمن لم يُقيّض الله لها حتى الآن من أمثال الزبيري، وعلي عبد المغني، والسلال، والنعمان ورفاقهم ممن قادوا ثورة 26 من سبتمبر العظيمة، وإن وجد من أمثال هؤلاء، فهم إما قد استشهدوا، أو استبعدوا عن قيادة الأحداث. لأن قادة سبتمبر 1962 - الأبطال؛ ببساطة لم يختلقوا لأنفسهم، خطوط حمراء، أو بيضاء، حتى يُنجزوا آمال اليمنيين، في الانعتاق، والتحرُر، من استبداد الإمامة، وجورها، وظلمها، وسلبها من اليمن، وأهلها، الكرامة، والأمن على الحياة، في عزة، ومجد. فكانت الثورة المجيدة، تعبيراً صادقاً، عن الدماء الزكية، التي روى بها الثوار، تُراب، كل شبر من اليمن. *اليوم عادة الإمامة تنتقم من ثورة 1962- ومن منجزاتها، في مجالاتها شتى، وتُريد أن تعود بنا جميعاً، إلى عصر العبودية، والاستبداد، وها نحن نعيش ملامح هذا الوضع، فالأمراض، والأوبئة، والتجهيل،والفقر، والتخلف، تطغى على حياة المجتمع اليمني بكل فئاته.
ومن بيده الفِعل، وقيادته، يتربص اللحظة التي ينجُ بها بنفسه، ومكتسباته، والكيفية، التي يُصبح بها بطلاً، بإسلوب المكر، وخديعة الشعب، عبر الشعارات الفضفاضة،والوعود الجوفاء، الخالية من أي ملامح لعمل عظيم يقودنا إلى الخلاص من الإمامة، الجديدة، ذي الثوب الفارسي، والروح، والفكر الراجعان، إلى عهد الأبناء في العصر الكسروي.
*يا للأسف!!! البلدان من حولنا تظهر على الخارطة السياسية العالمية من جديد، وما حدث في سوريا، ليس عنا ببعيد، وما يحدث في غزة التي أعادة للقضية الفلسطينية حيويتها، بعد أن اعتقد الجميع أنها قضية قد انتهت، ونحن فقط نتغنّا، بحُلمِنا، مستتراً بالتعبير عن الفرح بما تحقق لإخونننا، خوفاً من أن نُغضِب القريب، والبعيد، إذا ما صرحنا برغبتنا، وتوقنا، إلى استعادة بلدنا، من بين أيدي وكلاء إيران.
*وها هي عصابة الحوثي النازية ما تزال تعبث بالسعيدة، وتُراقب احباط شعب اليمن، بسعادة لإدراكها، أن ما من أحد يتوشح حُلمنا،ويمضي بنا نحو ثورة تقتلع هذه العصابة النازية الفارسية؛ فتتنفس اليمن، والأمة العربية، من حولنا عبق فضاء الحُرية، والولوج في زمن التنمية،والبناء،والنهوض بشعب اليمن، وقيادته، إلى تحقيق متطلبات العصر،العلمية، والثقافية، والاقتصادية، على قاعدة الاستقرار.
لابد لليمنيين أن يستذكروا أنهم ولِدوا أحراراً، لذلك عليهم أن لا يعيشوا إلا أحرار. وأن الحُرية، لن تأتي إليهم بالوعود، ومنطق السلام، الذي يخضع لما يرسمه المجتمع، الدولي، بخطوطه الحمراء، أو الخضراء، إنما يُعَد سلاماً، تافهاً، وممقوتاً، لأن السلام الحقيقي الذي ينشده الجميع، في بلدنا، هو ما يصنعه اليمنيين بأيديهم، وبدمائهم، وبتخطيطهم؛ احتراماً لما ضحا به شهداء ثورة 26 - سبتمبر 1962 – وما خطته أيديهم من أهداف سامية، غايتها أن يعيش اليمن سعيداً، ومُزدهراً.
*إذاً علينا أن نجعل من زمننا، تاريخاً متواصلاً مع ما أنجزه اليمنيون عبر التاريخ من تحقيق للحُرية، وقيمها، وخاصةً ما سطره الأجداد، في ثورتي 26 – سبتمبر 1962 - و14 – أكتوبر 1963 – وما تولّد عن هذين الحدثين من منجزات تليق بطموحاتنا، وآمالنا، مثل التحرُر من الاستعمار، والإمامة ثم تحقيق الوحدة. وكي نستعيد وسائل تحقيق، أهداف الثورة يُفترض عدم الخضوع، لما يعتري زمننا من اعوجاج بسبب ما يُطرح من قِبَل المجتمع الدولي، من أفكار مسمومة، شأنها أن تُفضي في نهاية المطاف، إلى تمكين عصابة الحوثيين النازية من رقاب اليمنيين.
الجدير أن نُشير إلى أن الحُرية لا توهب من المستعمر، المستبد، ولكن تنتزع، بالمقاومة وبالمقاومة فقط، وليس للمُداهنة والتخاذل، والتهاون، والاسترخاء السياسي اعتبار، في كل لحظة تاريخية يُراد منها استعادة الدولة، ودوللة القانون، من بين مخالب بقايا الفُرس في بلدنا. أكاديمي وسياسي يمني
-->