كل خبر عن علي هو خبر عن خرافة. ملأ الرجل تاريخنا ضجيجاً، ولكن سيرته الحقيقية فارغة، لا تكاد تعثر له فيها على أثر قابل للتحري العلمي.
ثمة ريبة وغموض يحيطان بسيرته برغم كل الضجيج. الرجل الذي تزوّج ابنة النبي يفقد زوجته الشابه [29 عاما]، يدفنها في الظلام ومعه رجل أو رجلان، ويخفي ملامح قبرها. هكذا تختفي ابنة الرسول فجأة، ما من أثر، أو نص، عن مرض أو إصابة أدت إلى وفاتها في تلك السن المبكّرة. ثمة روايات متناثرة في كتب السير عن هزال أدركها حزنا على أبيها، وعن ملائكة نعت لها نفسها وصورت عرشها فطلبت من علي مثله. سيقول عليّ إنها أوصت بأن تدفن بالليل كي لا يشهد جنازتها قوم تكرههم [الصدوق بن بابويه، الأمالي]، أو أولئك الذين ظلموها وأخذوا حقها، كما سيروي الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين (ص. ١٥١). شيئا واحدا لا يعرفه كتاب السير: أين دفنت فاطمة، ولماذا سرّاً وفي ظلام الليل؟
يقول الحُسين، كما في الكافي للكليني، إن والده بعد أن دفنها سرّاً عفا على موضع قبرها، أي أخفى ملامحه. ويروي النيساربوري (من فقهاء القرن الخامس الهجري) في الروضة أن أهل المدينة حين افتقدوها ذهبوا إلى علي ليسألوه عنها فقال "لحقت بالمصطفى" فملؤوا عليه غيظا وحقدا حين أخفاها (ص. ١٥٠).
هذا الأمر ليس هو ما نود بحثه هنا، نشير فقط إلى ما قلناه سابقاً: كل ما أحاط بسيرة علي مريب حقّاً. وبرغم كل الإشراق الذي يُصب على سيرته إلا أنها، إذا ما أخضعناها للدرس العلمي، تبدو ظلاماً دامساً. وليس أدل على ذلك من حقيقة أن ربع قرن عاشه في المدينة بين وفاة النبي وحرب الجمل تكاد تختفي كلياً داخل الحقبة الكوفية، حقبة الخمسة أعوام.
كل حديث في فضائل علي هو محاولة لإلغاء حديث يمدح خصومه، أو رفاقه. فعندما يقول حديث "اغلقوا كل أبواب المسجد إلا باب علي" سيلاحظ الباحث أن هذا النص [ضعفه جمهور أهل الحديث] جاء رداً على ما يوازيه عند البخاري "سدّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر". وستكون بطولاته على الشاكلة نفسها: فتح حصن خيبر بعد أن عجز عنه عُمر، تزوج فاطمة بعد أن رفض الرسول خطبة عمر لها، قتل بن عبد ود بعد أن خافه عُمر الذي راح يطالب بسرقة درعه. حتى حديث النبي عن "الأنصار" وقوله "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق"، كما في صحيح الإمام مسلم، سيصبح حديثاً عن علي.
كل نص عن علي هو نص سياسي إلا فيما ندر، وكل بطولة تروى عنه هي بطولة غير محايدة، محمّلة بإيديولوجيا عشائرية ودينية ثقيلة، وتبدو الآثار النصية عن حسناته ومناقبه سطواً مباشراً على امتيازات رفاقه. داخل سيرته لا وجود لسواه، وعند فحص تلك السيرة جيداً يكون علي أول من يختفي منها.
اتّسعت تلك السيرة البديلة حتى فاق حجمها ما كتبه المؤرخون المعتبرون، وتجاوز حجم "سُنّة علي" السنن كلها [بعد حذف المكرر سينزل صحيح البخاري إلى أقل من أربعة آلاف، وتتجاوز سيرة علي خمسين مجلداً عند جعفر العاملي]. لكل صحابي، من المجموعة الضيقة التي أحاطت بالنبي، قائمة "مناقب" يذكرها أصحاب السير، إلا قائمة علي فإنها مختلفة كلّياً. تتعلق مناقب علي، أغلبها، بالوعيد والتهديد لأولئك الذين سيبغضونه أو يكرهونه. ولماذا سيكره الناس رجلاً أحاط بالنبي، لماذا هو بالتحديد؟ تتفوق الأحاديث التي تتوعد خصوم علي بالويل والثبور، من حيث النوع والدرجة، على تلك التي تتوعد كارهي النبي ورسالته. سيرة علي من النوع الخاص: جدار ناري، قلعة حصينة. ليست حكاية عن رجل ذهَبَ، بل حراسة صلبة ومدرعة لرجل سيأتي. هذا ما تقوله سيرة علي: سيولد في كل وقت، سيأتي دائماً، سيكون له أعداء، وسيذهبون جميعاً إلى النار إن لم يكونوا طوع بنانه.
إن عليّاً، الحقيقي والوهمي، لا يموت، يولد باستمرار، ويعرف طريقه: إلى السلطة. تلك مهمته دائماً، لا يعرف سواها.
عانت إمارة علي في الكوفة من تناقضات وصراعات داخلية، كما بات عليها منذ اليوم الأول أن تواجه أزمة المشروعية. فضلا عن تورط الرجل في حرب انتحارية مع خصوم يفوقونه قدرا داخل الدين، كالسيدة عائشة، وآخرين يفوقونه دراية بشؤون الدولة كمنظومة الحكم في الشام، وأزمته الداخلية مع متمرّدين يفوقونه بأساً. من وراء كل تلك البيئة العدوانية ثمة بلاد مترامية الأطراف آمنت بالنبي بحسبانه مبلغا عن الله يدعو إلى الحق والخير، لا ملكا يورث البشرية لبنيه، وكان معاوية يقضم إمارته شيئاً فشيئاً ويقترب من معقله، إذ أخضع اليمن والحجاز ومصر. عجز علي عن بناء جيش ضارب فاستخدم القوة الناعمة: صنّاع الأحاديث والسير. كانت تلك مدافعه، وستضرب بجنون أكبر في المستقبل حين تصير مدافع بنيه وأحفاده.
أمام هذه الظروف القاسية لجأ علي لآخر حيله، رفع نفسه إلى الأعلى، لعله يحقق انتصارا أخلاقيا (لنقل سماويا) على خصومه. الموجة الأولى من تأليه الرجل حدثت في حياته من قبل شيعته، لحقتها الموجة الثانية بعد موته وتلك انضم إليها من سيلقبون أنفسهم بأهل السنة. دوافع الأخيرين تعاطفهم وحزنهم الشديد للمآلات الأليمة التي انتهت إليها مغامرات الطالبيين، وعزاء متأخر يقدمونه لبني هاشم الذين استحقوا موتا أفضل.
هكذا ستخرج الخرافات تباعا. سيصير الرجل الذي أدت حروبه إلى مقتل زهاء ربع مليون مسلم خلال عامين إلى "الغلام الذي نام على فراش رسول الله"، بما لتلك اللحظة من نبالة وعلو شأن في الوجدان المسلم. سينام حتى الفجر، وحين يكبر في السن يصبح الرجل الذي حل محل النبي وحلّ فيه النبي. سيذهب مشايعوه بتلك الليلة بعيداً جداً حد نزول جبريل وميكائيل ليناما إلى جواره، وستصبح مدخلا لولايته العابرة للزمان.
لنذهب إلى أهم ليلة في تاريخ العرب: ليلة الهجرة.
اتخذ العرب لأنفسهم تاريخاً مثل سائر الأمم، وكانت ليلة الهجرة فاتحة التاريخ العربي. هكذا تستقل الإمبراطوريات بنفسها، وتصير لها لغتها التاريخية الخاصة، وشخصيتها المكتوبة. الأهمية التاريخية الفارقة لتلك الرحلة تضع كل شخوصها وأفعالهم في مركز التاريخ. وهكذا عرفنا اسم راعي الغنم عامر بن فهيرة، وحزام [نطاق] أسماء بنت أبي بكر سيصير إلى بطل في التاريخ، وسمعنا لأول مرة باسم صعلوك يقال له سراقة. واجه علي، وهو ينظر إلى الماضي، مشكلة صعبة، فالقرآن يشير إلى أبي بكر حين يتحدث عن الرحلة تلك، كما في سورة التوبة.
سبق أن قلنا إن كل قصة كبيرة تحكى عن علي هي حكاية يُراد لها أن تنسف فضيلة لأحد رفاقه. ستجد كتب السير مكاناً لعلي في تلك الليلة الأكثر إثارة في تاريخ الدولة العربية، وسيكون هذا المكان على حساب أبي بكر، كما نتوقع.
في مسند أحمد، عن طريق أبي بلج، نجد علياً نائماً على فراش النبي، الوقت صباحاً، المشركون أمام الباب، ويقتحم أبو بكر المنزل فيرى رجلاً غير النبي. يسأله عن رسول الله فيقول علي "قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه". حشد من المحدثين وأصحاب السير يذكرون الحديث: أحمد، الطبراني، النسائي، الحاكم، ابن عساكر، والطحاوي.
كل هؤلاء، وجلّهم من القرن الثالث الهجري، يصلون إلى المصدر نفسه: أبو بلج الكوفي. يمضي أبو بكر في طريقه إلى بئر ميمون، وبدلاً عن أن يتعقبه القرشيون لمعرفة مكان النبي ذهبوا يعلنون عن جائزة لمن سيدلهم على المكان. الحديث هُنا يحاول تصفية الشرف الذي حصل عليه أبو بكر في سورة التوبة، فهو هُنا دخيل على الرحلة، لا يعلم عنها شيئاً، وسيلتحق بالنبي دون طلب منه، تطوّعاً وفضولاً. بهذا الشكل اتّسع مكان علي داخل تلك الحكاية، صار بطلاً رغماً عن سورة التوبة.
الحديث، أو الخبر، جاء على شكل بيان عام لم يكتف بمسألة المبيت وحسب بل أخطر من ذلك: يقول له الرسول أنت وليي في الدنيا والآخرة، ثم يمد ثوبه على علي وزوجته وبنيه ويسأل الله أن يطهرهم تطهيرا. جاءت مسألة المبيت داخل هذا النص إذن كذريعة، فهو النائم في فراش النبي، وليه الأزلي، المطهر من الرجس. تكتمل الصورة، إذن، وتعمل أجزاؤها معا لصالح إنتاج صورة صاحب الزمان، من سيرث متاع النبي (شعبه) وسيتصرف به منفردا ومستحقا.
ولكن من هو أبو بلج الكوفي هذا الذي احتكر قصة أخطر ليلة في تاريخ العرب دوناً عن كل البشر؟
يقول عنه ابن حبّان في "كتاب المجروحين من المحدثين": في متن حديثه ألفاظ منكرة، بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح. ثم يقول: لا يُحتج فيما انفرد به [وهذا الحديث مما انفرد به].
كان البخاري مجايلاً لابن حنبل، عاشا معاً في القرن الثالث الهجري، وسمعا الحديث معاً. لماذا تجاهل البخاري خبر منام علي في فراش النبي؟ ذلك أن "أبو بلج الكوفي" فيه نظر، بحسب كلمات البخاري [الكامل في ضعفاء الرجال، ج.6]. يقول مقبل الوادعي، المحدث الشهير: وهي من أردى عبارات التجريح عند البخاري. موقف البخاري هو موقف شيخه ابن معين الذي ضعّف أبا بلج، كما عند ابن عبد البر. سيتجاهله مُسلم أيضاً، وستخسر تلك الحكاية الشرف الذي تطمح إليه: أنكرها الشيخان.
عُرف عن أبي بلج الكوفي أنه روى أحاديث منكرة في فضل علي مثل حديث اغلقوا كل أبواب المسجد سوى باب علي، وسواها.
هنا مسألة لا بد من الإشارة إليها، ولنتحاشى الدخول في علم معقد كعلم الحديث: قال أحمد عن أبي بلج الكوفي إنه روى حديثاً منكراً. أحمد نفسه نقل حديثه في المسند، وعنه نقل كتاب السير. يبرّر أحمد موقفه بشكل عام: "إذا روينا عن رسول الله في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد، وإذا روينا في فضائل الأعمال، وما لا يضع حكمًا أو يرفعه تساهلنا في الأسانيد" (الكفاية في علم الرواية، الخطيب البغدادي).
ذلك الخبر، خبر المبيت، سيستفز محدثا محترما كالترمذي وسيرفضه جملة وتفصيلا، وسيأتي الذهبي لينكر الخبر، وسيتردد ابن تيمية، سيرفض ثلثي الحديث الطويل وسيقبل بحذر خبر المبيت، ولكنه سيراه خبراً لا يمنح صاحبه أي امتياز أخلاقي، إذ أن الرسول كان قد أكّد لعلي أنه لن يصيبه أذى.
لنذهب إلى البخاري، أشد المحدثين فحصاً للأخبار. في كتاب الهجرة للبخاري نجد الرجل قد أحاط بأخبارها وتتبعها في ٢٤ حديثا، وما من إشارة واحدة إلى نوم علي في فراش النبي. يحذو الإمام مسلم حذو البخاري ويهملان تلك القصة كليا. وإذا هبطنا في علم الحديث درجة، من الشيخين إلى أصحاب السنن (الأربعة: ابن ماجة، الترمذي، النسائي، أبو داوود) لا نجد للقصة أثرا سوى رواية باهتة عند النسائي تتناقض كليا، في كل تفاصيلها، مع ما ذكره الشيخان. ولنهبط الآن درجة، وفقا لجودة المعايير العلمية المتبعة آنذاك، ولنبحث عنها في كتب السير والمغازي، ومحدثي الدرجة الثالثة كابن حنبل والبيهقي والحاكم. هناك نجد القصة، قصة نوم علي في فراش النبي، وسيوردها أحمد في مسنده كما قلنا سابقاً.
لنتذكر: صحيح البخاري زهاء ٧٥٠٠ حديث، مسند أحمد زهاء ٢٨ ألف حديث، أربعة أضعاف كتاب البخاري.
شكل القصّة التي رواها البخاري: يذهب النبي نهاراً، متقنّعاً، إلى بيت أبي بكر، يشكل أبو بكر فريق عمل، تُعد الراحلتان، أسماء وعائشة تعدان سفرة في جراب، وعبد الله بن أبي بكر، وكان غلاما ثقفاً لقنا، يذهب للتجسس. يغادر النبي وصاحبه مساء إلى غار ثور ويمكثان ثلاث ليال، قريباً منهما يمشي عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر، بأغنامه جيئة وذهاباً.
لا مكان لعلي في هذه القصّة ولا حاجة له، فالفريق الذي شكله أبو بكر من أبنائه وخدمه قد قام بالمهمّة. يتضح أيضاً أن النبي كان قد ترك منزله نهاراً، ولم يعُد إليه. هذا السيناريو، كما يذكره البخاري، ينسف قصة مبيت علي من جذورها، فهي قصة تبني حواراً ليليّاً بين النبي وعلي، بينما القرشيون كامنون بالقرب من المنزل، يلبس علي ثياب النبي، ينام في مكانه، فيخرج النبي والقوم في مكانهم قد أغشي على عيونهم. وما إن تطلع الشمس حتى يأتي أبو بكر [الذي لا يعرف شيئاً] ليسأل عن النبي فيجد السر كله في معيّة علي. الحمام، العنكبوت، ومبيت علي .. خرافات ثلاث ألحقت بالقصة لمزيد من الإثارة. غير أن أدوار علي تتجاوز الإثارة دائماً، وتؤسس لإيديولوجيا عابرة للزمان.
تبدو قصة الهجرة مكتملة دون الحاجة لعلي، وكعادته حين يدخل الحكاية فلا بد أن يخرج منها آخر، وهنا يغادر أبو بكر، وسيصبح شخصاً هامشياً، أما أسرته التي شكلت فريق الهجرة فستفقد مكانها بالكامل. ذلك أن الذهاب إلى بيت أبي بكر سيجعلنا نرى فتاة صغيرة السن تجهز المؤنة للمهاجرين، وليست مصادفة أن اسمها سيكون عائشة. لا يمكن قبول الرجلين داخل القصة نفسها: علي، وأبي بكر. كما لا يمكن دمج القصتين في حكاية واحدة، يتعذر الأمر عملياً، ذلك أن حكاية أبي بكر حدثت في النهار، وحكاية علي في الليل. ولأن الأمر يتعلق بالمبيت فإن زمن الحكاية حاسم.
ليست مصادفة، أيضاً، أن يكون الخبر برمّته كوفيّا، خرج إلى النور في الأرض التي أسماها الإمام مالك "أرض الضرب"، هناك حيث يدخل الحديث شبراً ويخرج ذراعاً، كما يقول الزهري.
إن خبرا مدويّاً كهذا ما كان له أن يصبح قصة يتداولها (فقط) محدثو الدرجة الثالثة مع كتاب المغازي والسير في القرن الثالث الهجري وما بعده لو لم يكن حكاية كوفيّة. لطالما تذكر أهل المدينة حياتهم مع النبي ساعة بساعة وما أتوا بالمرّة على سيرة ذلك الفراش وذلك الفتى النائم. أسطورة الفدائي بنيت على خبر انفرد به رجل كوفي هكذا جاء وصفه: البخاري: فيه نظر. الجوزجاني: غير ثقة. ابن حنبل: روى حديثاً منكرا. ابن ماجة: لا يُحتج فيما انفرد به. السعدي: ضعيف.
كما مرويات في كتب السير لا ترتقي واحدة منهن لدرجة "الحسن".
إن فضائل علي لا تستقيم بذاتها ما لم تطرح أرضاً رفاقه وتجردهم من فروسيتهم وفضائلهم وشرفهم. وبرغم أن حادثة نومه في فراش النبي تبدو خبراً محايداً، إلا أن الأمر ليس كذلك، فهي قصة مركّبة يُراد لها أن تجرد أبا بكر وعائشة من شرف الحضور في تلك الساعة الهامة، وتخرجهما عن السياق، من جهة. وأن تكون المانيفيستو النبوي الأعظم: يا علي، أنت خليفتي وظلي.
لا شيء بريء في سيرة علي، ذلك أنها سيرة مخترعة بعناية، وهي أقرب إلى أن تكون آلة اغتيال، أو بروباغاندا، منها إلى اعتبارها مجرد خبر أو أثر.
كما قلنا في البداية: كل خبر عن علي هو خبرٌ عن خرافة.
م.غ.
-->