لا يكفي أن تكون لديك #رؤى_ملهمة لتصل وجهتك المنشودة لكنك تحتاج بالضرورة إلى #محطات_صادمة تصهرك و #ظروف_خادمة تسندك، شريطة أن تكون لديك القابلية للتعلم، والشغف للتقدم، وقبل ذلك الايمان بالذات والحرفية في تسويقها.
ف #نبي_الله #يوسف_عليه_السلام حين حفزت الرؤيا طموحه للملك لم يكن ليصل لولا انصهاره في محطات صادمة حفلت بالكثير من #المخاطر_والتهديدات، وتقاذفته من المراعي في الشعاب إلى غيابت الجب، مرورا بدار العزيز، ثم السجن، وانتهاء بالعرش.
كما احتاج الى ظروف ومصادفات خلقت العديد من #الفرص وأبرزت #نقاط_القوة لديه والتي خدمت جميعها سيرته ومسيرته وطموحه، بدء بأخيه صاحب مقترح إلقائه في الجب بدلا من قتله، مرورا بالقافلة واحتياجها للماء، وصولا الى بيعه في #مصر واستقراره في بيت العزيز، ورفقه السجن، ورؤيا الملك، وانتهاء بالقحط والشدة التي اصابت اهله البدو، واحتياج إخوته للقدوم إلى مصر لشراء الحبوب ودخولهم عليه بعد أن صار #عزيز_مصر.
غير أن كل تلك الصدمات التي تتابعت في حياة يوسف الصديق منذ أشرق حلمه وحتى صار منه قاب قوسين أو أدنى لم تكن لتؤتي أكلها في وصوله للحلم " العرش"، ما لم يكن قابلا للتعلم منها، والاستزادة المعرفية مع تمسكه بحلمه وقدرته على تسويق نفسه وابراز مواهبه وخبراته بشكل مدروس وحرفية عالية؟
لقد استفاد يوسف بشكل ذكي من جميع الفرص واحسن توظيفها جيدا، وتعلم جيدا من الصدمات التي قوته أكثر فأكقر، وإلى جانب ذلك استخدم استراتيجيات ذكية جد في تسويق ذاته وابراز مواهبه وقدراته سواء مع رفقاء السجن وثم مع الملك في تعبير رؤياه اولا، وحين قربه إليه ثانيا، كما ظهرت مهاراته التكتيكية العالية واتبع خطط مدروسة وذات نفس طويل في التعامل مع اعدائه ليس للانتقام ولكن لكسر شوكتهم وإجبارهم على تبرئة ساحته والاعتذار المعلن عن خطأهم في حقه، بدء بامرأة العزيز وانتهاء بأخوته.
فقط #ثق_بربك وليكن زادك في الطريق قوله تعالى {{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }}
-->