لم تقتلنا السياط التي كانت تلهب ظهورنا فتيانا، ولم تكسرنا الصفعات على وجوهنا في سنوات الطفولة، ولكن ما قتلنا حقا هو سوط الخوف من الفشل الذي رسم لنا خرائط المستقبل بإتجاه المنحدر، وكسرت اعناقنا وأدارت وجهتنا نحو التلاشي صفعات التعيير المجتمعي بالفشل، فانهزمنا مبكرا، ودخلنا معترك الحياة مثخنين بالعار والخطيئة والذل والهوان.
نحن في الحقيقة لم نفشل كما كان يظن الطيبون حولنا، صحيح اقترفنا الكثير من الفشل في طريقنا للمستقبل لكنه الفشل البناء المحفز على مواصلة التقدم ، الفشل الذي أوصلنا لوجهتنا في الحياة المهنية وفي الميعاد الصحيح، لكننا فشلنا حقا و وقعنا في فخ الفشل العظيم حين قررنا أن نتصالح مع فكرة الفشل بصفته رجس من عمل الشيطان، وصدقنا أكذوبتي "سلم النجاح" و"طريق الفشل" بينما الحقيقة أنه ليس هناك سوى "سلم الرقي" والصعود للاعلى المزدحم بتجارب الفشل والنجاح، في مقابل "منحدر الخيبة" وهاوية الضياع عديم الحركة والفعل.
لقد بدأت رحلتنا الحقيقية مع الفشل حين بدأنا نخاف أن نفشل في أعين المجتمع، فتوقفنا عن التعلم كبارا، وتخلفنا عن مواكبة العالم، واحجمنا عن المحاولة، عن المغامرة، عن المزيد من الجدارة والمهارة، عن العلاقات، عن الإيجابية، عن الفاعلية، عن التفاعل، عن الابداع، عن الإبتكار، عن المشاريع والمبادرات الطموحة، فشلنا حين انصرفنا عن البحث و المطالعة، عن التطلع و سبر أغوار المستقبل، فشلنا وبقوة حينما أقترفنا في حق أنفسنا وأبنائنا والمجتمع خطيئة "الفشل ..
الخطيئة" وتقبلنا ثقافة " الفشل .. العار" حتى وإن كان فشل العظماء، وطريقا للمزيد من النجاح.
لذلكم: لا تخشوا من فشلكم ولا تخجلوا منه بل مارسوه بقوة واقترفوا المزيد من الفشل البناء والمثمر في طريقكم نحو المستقبل لتواصلوا .. فتصلوا
-->