ألمانيا القوية بقيادتها وشعبها تواجه شبح الكارثة!! 

د. عبدالحي علي قاسم
الاثنين ، ١٩ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٤٤ مساءً

بكل معاني الإنسانية والمسؤولية تعالج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هي والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير جروح الكارثة التي ضربت الغرب الألماني، هؤلاء هم الساسة الأوفياء لشعوبهم، وفي صف معاناتهم، ويهرعون إلى مواقع الأزمة بكل معاني المواساة والألم، وليس نفاق الاستهلاك الانتخابي.

اصطفاف الشعب الألماني العظيم بفرق الطوارئ ورجال الانقاذ والجيش لمواجهة آثار الكارثة المروعة في غرب ألمانيا لا سيما منطقة شولد يترجم مدى الرابطة الوطنية الأخوية الجياشة في أوساط الشعب الألماني، وتظهر الصورة الأخوية بمعناها العميق، عندما يلتحم روح التعاطف الشعبي، وإدارة الأزمة رسميا بقيادة وطنية فذة، كما هو الحال مع مستشارة بحجم السيدة ميركل والرئيس فرانك شتاينماير.

وتتجلى روح المسئولية والمواساة للسيدة ميركل أثناء زيارتها للمناطق التي تضررت من الفيضانات في ولاية راينلاند-بفالتس عندما تعهدت ميركل بتقديم مساعدة سريعة لهذه المناطق. وأثناء تواجدها في مدينة أديناو الواقعة بدائرة آرفايلر، قالت ميركل: "سنقف إلى جانبكم، حكومة اتحادية وولاية"، روح الالتحام أن الحكومة الاتحادية والولاية "ستعملان يداً بيد لتعود الحياة تدريجياً إلى حالتها الجيدة في هذه المنطقة الرائعة كما تحدثت المستشارة الفذه.

مفردات القاموس الألماني لن يفي بكلمة شكر تفي هذه المرأة المستشارة حقها سياسيا وإنسانيا، مثلما لا تفي مفردات القاموس الألماني كلمة عزاء للآثار المروعة بحق ساكنة المناطق المنكوبة بالفيضانات.

إنه حقا شعب اختار بعين نضجه قيادة بحجم تاريخه وطموحه، وتحديات مستقبله، ومتغيرات حاضره، لا كما تختار بقية الشعوب المغبونه بلفيف من الفشلة، العاجزين عن معالجة الأزمات بنفس تدابير ماكنة السياسة الألمانية. بخلاف الآخرين عندما تحل بهم أبسط الكوارث والفيضانات ينتظرون مساعدة الآخرين ودعمهم، ولو كانت كاتدرائية احترقت أو انهيار مبنى سكني أو ما شابه ذلك،،بيد أن الشعب الألماني اعتاد على معالجة أزماته وكوارثه وحيدا متكئا على شعب عظيم، وأمة لا تعرف الاستسلام للكوارث، وقد شاهد العالم كيف أن ألمانيا واجهت معضلة وباء كورونا بكل كفاءة وسلاسة، في حين انهار الآخرين خوفا وإرباكا وعوزا.

وكيف ساعدت ألمانيا الآخرين للخروج من أزماتهم. واليوم ألمانيا تواجه كارثة الفيضانات منفردة، وبسواعد شعبها، وكفاءة قيادتها ستعالج آثار الفيضانات بكل مهارة واقتدار. لا خوف، لا قلق على ألمانيا القاطرة القوية، والمتماسكة، إذا كان في مقدمتها إمرأة تسمى ميركل، ورئيس بحجم شتاينماير. ثنائي قيادي لن يكررهما التأريخ الألماني كثيرا، مع آمال ولو بسيطة بأن تجود ألمانيا بقيادات تاريخية على شاكلة ميركل.

على وجه السرعة، وباجتماع لحكومة مصغرة سوف يتم طرح اعتماد 300 مليون دولار بصورة مستعجلة لمعالجة آثار نكبة الفيضانات التي أودت بما يقارب 150 ضحية والدمار الذي حول بعض المناطق إلى مدن أشباح. ستعالج الأزمة، وتنتهي آثارها المؤلمة، بإستثناء من فقدوا أحبتهم، بيد أن كثافة التعاطف والمواساة التي يبديها الشعب الألماني وقيادته تدمل جروح الكارثة معنويا في أوساط ساكنة المناطق المنكوبة. هنيئا للشعب الألماني بتلك القيادة، وعزاء لضحايا الكارثة، ومستقبل مشرق من رحم الأزمات، وستبقى ألمانيا في المقدمة ، ورائدة سباق مطلع الألفية الثالثة سياسيا واقتصاديا وإنسانيا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي