لطالما أتهموا محافظة أبين بالإرهاب منذُ عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وحتى اللحظة ، ولطالما تطاولوا على رجالها الأبرار بشتى أنواع التهم وكل ذلك لن يغير شيء مما تتمتع به أبين ورجالها من فضائل ، أما سيـِّد البرية وخير البشرية ورسول الأمة المحمدية الذي بعثه رب الخلائق رحمة للعالمين فقد أشار لأبين وشقيقتها عدن بأنهما تناصران الله ورسوله بإثنى عشر ألف مقاتل ، فشتان بين كلام البرية ودرر سيد البشرية .
لن نكون قد بالغنا إن قلنا أن محافظة أبين عندما يخرج رجالها ورموزها الأحرار من المشهد السياسي تختفي رمزية وسيادة الدولة ويذهب معهما النظام والقانون ، وتـَعـُمُّ الفوضى وتنتشر الرذيلة وتغرب شمس الأخلاق في نفوس الغالبية وتـُسـَلـَّم الأرض والسماء والثروة لقوى خارجية ، ولنا مثال في ذلك عندما خرج رموز أبين من المشهد السياسي في عام 1986 م بخروج الرئيس علي ناصر محمد وأصحابه الأبطال ، فلم يلبث الجنوب دولة مستقلة قوية يهابها الجوار أربع سنوات حتى سـُلـِّمَ كل شيء جميل لنظام صنعاء في العام 1990 م .
نأتي للمشهد الثاني أو على الأحرى الخروج الثاني لرموز أبين من المشهد السياسي منذُ ما بعد 2015م ولن نذكر الكثير في هذه العجالة ونكتفي برمزين فقط وهما ذئب عله معالي وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري ومن ثم طيب الذكر والسمعة والصيت فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي ، وكان قد سبقهما رمز حضرموت سعادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء السابق الذي كان يـُعـَد ويشار له بالبنان برمز الدولة الأصيل ، فبعد خروجهم ومعهم الكثير من الرموز الجنوبية إختفت كل مظاهر الدولة وأُنتـُزِعـَت السيادة ولم يتبقى إلا أطلال الدولة وهياكلها المتهالكة وأصبحت مرتعاً للمتطفلين يتناتفوا ثرواتها المتنوعة بمخالبهم الناعمة المتعطشين لإفساد كل شيء جميل في الأرض الجنوبية .
أليس بعد ذلك السرد والحقائق الدامغة والبراهين المثبتة التي عـَمـَّدها التاريخ في ثنايا صفحاته ويأتي بعد ذلك من يزور حقيقة أبين ومكانتها في كل بقاع اليمن أن نقول لهم أتركوا أبين وشأنها وكـُفـُّوا ألسنتكم وأقلامكم عن الإساءة لرجالها ، وهاهي أبين خارج المشهد فأرونا ماذا أنتم فاعلون بإمكانياتكم وما الذي ستعملوه لليمن وماذا ستقدمون للشعب اليمني وكيف ستـُخرِجون اليمن من مستنقع الصراعات.
-->