ليست هناك مقارنة عادلة بين إثنينهما

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٣ مساءً

 

 

بالأمس القريب إجتمع عضوان في مجلس القيادة الرئاسي أحدهما يدعى طارق عفاش والآخر يدعى عيدروس الزبيدي ، وكان الإجتماع أو اللقاء تحت شعار وهمي وهو توحيد الرؤى والخروج بإتفاق مشترك بكيفية مواجهة حكومة صنعاء وقواتها وإنهاء إنقلابها على الشرعية اليمنية وعودة الجمهورية ، ونحن نقولها بكل صراحة بأن ذلك الإجتماع لم يكن كما وصفوه لنا بل أن هناك ترتيبات لا يريدون لها أن تـُعلـَن خصوصاً للجنوبيين التواقين لتحقيق حلمهم بعودة دولة الجنوب .

 

     طبعاً الأول المدعو طارق عفاش كان من ضمن القوى الخارجة عن النظام والقانون الذين أنقلبوا على شرعية طيب الذكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في العام 2015 م ، وكان مشاركاً بقواته في غزو محافظة عدن بمعية قوات جماعة الحوثي ، وقتل بقناصته العديد من أبناء عدن الأبرياء الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل في هذه الأزمة ، وأيضاً شارك بالمواجهة العسكرية ضد خيرة رجال فخامة طيب الذكر وأسر 3 منهم وهم ناصر منصور هادي الأخ الشقيق لفخامة طيب الذكر وزميلاه وزير الدفاع محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب .

 

     أما الآخر المدعو عيدروس الزبيدي فقد كان العدو اللدود للأول المدعو طارق عفاش أو هكذا خـُيـِّلَ لنا ، وأقسم اليمين وأحرم وطلق بأنه سينتقم منه ويقضي عليه وأيضاً كما خـُيـِّلَ لنا ، وعندما نتفكر بهـٰذين النقيضين الأول الذي غزا أرض الثاني والذي بعدها الثاني توعد الأول بالإنتقام منه سنجد أن كليهما تحركهما قوى خارجية لا سيما أن تلك القوى الخارجية هي الداعمة لكليهما بقوة ، ومعنى ذلك أن لقاءتهما التي تكررت في أزمان سابقة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنهما أداتين تحركهما تلك القوى لتنفيذ مخططها الخبيث في وطنهما .

 

     عندما نأتي لنقارن بين هذين العضوين في المجلس الرئاسي سنجد أن الأول يشكل حالة أفضل نوعاً ما من الآخر ، فالأول جعل منطقته المخا منذُ أن أستلمها مدينة نموذجية وحولها من قرية مظلمة إلى مدينة مضيئة ، بخلاف البنية التحتية الذي أرسى فيها كثير من المشاريع العملاقة التي يشار إليها بالبنان من طرقات ومولدات كهربائية وطاقة شمسية بالإضافة إلى المشروع الضخم وهو ميناء المخا وفي حقيقة الأمر كل ذلك يـُحسب له ، وعندما نراه في أي مناسبة نجد أن العلم اليمني بجانبه أو يتوشحه ولم نسمع منه يوماً ما أن نطق بعبارة التطبيع مع الكيان الصهيوني . 

 

     نأتي للآخر الذي حول محافظة عدن وهي معقله بعد أن كان مشرداً في قريته إلى مدينة أشباح فلا ماء ولا كهرباء وميناء متوقف ومصفاة لا تعمل ، وفي الجانب الأمني إنتشرت الجرائم بكل أنواعها في محافظة عدن وهي محسوبة عاصمة الجمهورية اليمنية ، وكذلك إنتشار المسكرات والمخدرات والحشيش حتى الرذيلة بكل أنواعها فنراها قد أنتشرت كإنتشار النار في الهشيم ، أما من ناحية الإنتماء فلا هو أثبت أنه جنوبي عربي كما يدعي ولا هو جمهوري يمني وچـُل ما رأيناه أنه يتوشح العلم الإماراتي ويعلق في صدره صورة الشيخ محمد بن زايد ، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني فقد رماهما خلف ظهره وأصبح في ضحى يطالب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني .. والحقيقة تقال ليست هناك مقارنة عادلة بين إثنينهما .

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي