الاغتيال محاولة لوأد نجاح فعاليّة تعز ؟!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٢ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٥١ صباحاً

 

إن من يحاصر تعز هو من اغتال اليوم موظف الأمم المتحدة فيها ؟!   ولا اظن أن اغتيال  الشهيد مؤيد حميدي(وهو من الاردن الشقيق التي تقدم لليمن كل ما يلزم ولم تبخل يوماً، والتي تعبر باستمرار عن الكرم الهاشمي الاصيل تجاه اليمن واليمنيين، فمن اغتال مواطنها يريد ثنيها عمّا تقوم به).. 

إن اغتيال مدير برنامج مكتب الغذاء العالمي في مدينة التربة في تعز جريمة وحشية تدّل على خسة ودناءة الفاعلين ومن يقف ورائهم.. فالجريمة بمكانها وتوقيتها ليست صدفة بل مقصودة.. مقصود فيها طمس البريق الأخاذ من النجاح الذي حققته تعز في نشاطها لأسبوع كامل في الحملة التي انطلقت تحت شعار:( #3000_يوم_حصار)؛  حيث اختتمت يوم أمس فعاليّة الأسبوع، وبنجاح  كبير، فأوصلت تعز رسالتها،  وبرّزت تعز صمودها الاسطوري في وجه القبح الحوثي، ووضعت الأمم المتحدة أمام مسؤوليتها بضرورة رفع الحصار،  وبضرورة تكثيف  لا توقيف تدخل أذرع الامم المتحدة  بالمساعدات الغذائية،  وبالمساهمة  بفك الحصار الظالم عن تعز بعد مرور 3000يوم حصار.. يأتي هذا الاغتيال اللئيم.. الاغتيال الخسيس.. للمدير الأممي كمحاولة لقتل وتدمير ذلكم النجاح الذي حققه أبناء تعز في أسبوعهم المميز!؛ حيث  استطاعوا إبراز الوجه  القبيح الحاقد  للحوثين في تعز، أبرزوا بالصور المؤلمة فظائعهم،  وثقوا جرائمهم لثمان سنوات خلت،  ولا تزال تعز تتعرض للحصار، ولا تزال تعز تقاوم  وتقاوم..

الاغتيال المدان الشنيع دليل فشل الحوثي وعجزه،  ودليل نجاح تعز في إيصال رسالتها للعالم بمظلوميتها.. وهو محاولة يائسة حوثية لمحو ذلكم النجاح الذي تحقق بهذا الاغتيال الخسيس، كي يتم توقيف برنامج الغذاء العالمي عن ممارسة مهمته الغذائية والإنسانية في هذه المدينة التي هي بأمس الحاجة لتدخلّهم  ومساعداتهم!؛ 

إن الاغتيال هو محاولة جديدة  لحصار تعز ليس بأدوات حوثية، وانما بأدوات أممية،  فحذار حذار من هذا الفخ الحوثي الماكر.. فليس من مستفيد بعد انتهاء اسبوع ناجح في توضيح جرائم الحوثي المختلفة، إلا الحوثي، فهو الفاعل وهو يحاول في نفس الوقت استغلال الجريمة  لصالحه.. فاذا رأيتم جريمة باغتيال مسؤول أممي في اليمن، فابحثوا عن المستفيد،  فالمستفيد الوحيد هو الحوثي..

وشكراً للسلطة المحلية ببياناتها المتلاحقة عن الجريمة والمطلوبين ومحاصرتهم نتمنى ان تكشفهم وتكشف دوافعهم في اقرب الآجال... كما نناشد الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء  العالمي ألا يقع في فخ الحوثي، فيوقف البرنامج في منطقة  نصف سكانها تقريبا بحاجة ومحتاجة لتدخل الأمم المتحدة ومساعداتها، يريدها الحوثي أن تقوم  بدور المحاصر هذه المرّة هي، إن هي نفّذت تهديدها بتوقيف البرنامج.. مطلوب  تعزيز الأمن للموظفين الدوليين ولأبناء تعز لا توقيف البرنامج.. 

 تعز تقتل ومحاصرة باستمرار.. والقاتل والمحاصر  الحوثي لأبنائها، ويريد قتلها من خلال اغتياله  لأحد موظفي الأمم المتحدة في تعز هذه المرّة..

فالحوثي  القاتل لتعز،  والقاتل للأمم المتحدة واهدافها السامية في تعز.. على الجميع ادراك ذلك وعلى الجميع المساهمة في التحقيق وانزال اقصى العقوبة بحق من قتل "مؤيد حميدي" ومن يقف ورائهم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي