إياك أن تُخدع بالشعارات البرّاقة، والحديث المعسول عن الوطن، فالوطن هو أنت الذي يجب أن تُحافظ عليه وتحميه. حافظ على نفسك، وعمل من أجل مصلحتك، فحفاظك على نفسك يعني حفاظك على الوطن، لأن الوطن لا يمكن أن يتقدّم أو يزدهر إلا بك أنت. فاعلم علم اليقين أنك أنت أساس قوة الوطن، وعنصر بنائه، فبدونك لن يكون الوطن..
قديما ردد أحدهم شعارا، يقول: "نموتُ نموتُ ويحيَ الوطن"، فردد كثير من البُسطاء الشعار وراءه، آمنوا به، حد التضحية بالنفس والمال، اعتقادا منهم أنهم يقدمون ذلك من أجل الوطن. في النهاية، اكتشفوا أن الوطن الذي ضحّوا لأجله كان هو ذلك الشخص الذي خدعهم بالشعار، واحتكر الوطن في شخصه. خسروا أنفسهم، وخسروا الوطن، بسبب عدم معرفتهم بحقيقة ما يجري. *فالحقيقة هي أن الوطن الذي يجب أن تُقدم من أجله التضحيات هي نحن.* *_فالحب الحقيقي هو أن _تحب نفسك، وتحب من حولك، وتعمل على إسعاد الآخرين وتجعلهم يعيشون في أمن واستقرار، وفي عزة وكرامة.
على مرّ التاريج، وجد الخبثاءُ والانتهازيون والمستبدون في حب الوطن ستارا يختبئون وراءه. فرفعوا الشعارات البرّاقة لخداع البُسطاء من الناس، فاستطاعوا من خلال ذلك تحقيق نزواتهم الخبثية.
لقد اندلعت حروب، وسُفكت دماء، ودُمرت بلدان، وصُودرت حقوق، تحت عنوان "حماية الوطن"، وما كان ذلك ليحدث لو أن الناس عرفوا ما "الوطن". ليعلم الجميع أن حماية الوطن الحقيقي لا تكون إلا بالحب، فالأوطان لا تُبنى إلا بالحبّ وبه تنتصر.. *يقول الشاعر أحمد مطر* نموت كي يحيا الوطن يحيا لمن ؟ لابن زنى يهتكه .. ثم يقاضيه الثمن ؟! لمن؟ لإثنين وعشرين وباء مزمناً لمن؟ لإثنين وعشرين لقيطاً _يتهمون الله بالكفر وإشعال الفتن ويختمون بيته بالشمع حتى يرعوي عن غيه *ويطلب الغفران من عند الوثن؟! تف على هذا الوطن_* ! وألف تف مرة أخرى! على هذا الوطن من بعدنا يبقى التراب والعفن نحن الوطن ! من بعدنا تبقى الدواب والدمن نحن الوطن ! إن لم يكن بنا كريماً آمناً _*ولم يكن محترماً ولم يكن حُراً فلا عشنا.. ولا عاش الوطن_
-->