شيء مُحزن جدًا أن تخرج في الصباح الباكر ولا ترى أطفالا يذهبون إلى المدرسة.
إنهم يمحون المدينة جمالا وبهاءً،
في مدينة الثقافة والعلم جريمة في حق الأجيال أن تتوقّف المدارس.
من حقه المعلم أن يحصل على راتب جيِّد يحقق له الحد الأدني من العيش الكريم، ومن حقه أن يطالب بحقوقه، ونحن جميعا معه. أيضا، من حق الطالب أن يذهب إلى المدرسة، ومن حق المدينة أن تعيش حالة الأنس والصفاء والجمال كل صباح.
عندما يخرج الأطفال الصغار، وهم يحملون الحقائب، ينتشرون في الشوارع والأزقّة؛ كلهم يتجهون صوب هدف واحد. بعدها بدقائق تسمع طابور الصباح، وهتاف الطلاب: تحيا الجمهورية اليمنية، تشعر أن المستقبل المشرق يناديك، يقول لك: أنا قادم، هنا لن يستطيع أحد إسكات صوتي.
منذ أسبوعين، وأنا أشعر بحالة من الاكتئاب عندما أخرج من بيتي صباحًا؛ لأني فقدت ذلك الصوت الذي كنت أسمعه قادمًا من مدرسة النَّجاح، الذي تصدح به حناجر الطلاب الصغار، ومشاهدة التلاميذ، الذين ألقاهم في طريقي، لقد كانوا يمنحونني حالة من الإنعاش.
إضراب المعلّمين دخل أسبوعه الثالث، لم يبقَ من العام الدراسي سوى شهرين، أو أقلّ، الطالب هو الضحيَّة، والمعلم أيضا من حقه أن يحصل على راتب يليق بمكانته..
القضية معقَّدة، لا ندري مع من نقف: مع الطالب أو مع المعلم؟!!
القضية بحاجة إلى حل، والذي بيده الحل هو الحكومة، والحكومة تعيش مأساة، والبلاد بشكل عام تعيش وضعًا استثنائيًا معقدًا.
ليس أمامنا من خيار سوى "الضمير الجمعي"، وقيم ومبادئ المجتمع.
على المجتمع أن يبحث عن حلول عاجلة.
البحث عن حلول خارج إطار المجتمع نوع من العبث. نحن مجتمع ذو حضارة عريقة، وتاريخ مُشرق، علينا أن نبحث عن حلول لمشاكلنا، لا أن نظل مكتوفي الأيدي ننتظر الفرج من السماء.
علينا أن نشغِّل عقولنا، ونستفيد من الإبداع الذي منحنا الله إياه، وأن نثقَ بأنفسنا.
ولنعلم جميعا بأن بداية الخلاص تكمن في حل "مشكلة التعليم".
-->