الإمامة تجلب التعاسة للجميع بما فيهم السادة

منصور الزيلعي
الخميس ، ٠٢ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٠٧ مساءً

عرف اليمن منذ القدم باليمن السعيد لما فيه من الخير والخيرات وكان المسكن المفضل للبشر القدامى وكانت فيه حضارات وامراطوريات عظيمة الأثر؛ مما جعلها مطمع لكثير من الأمم كالروم والفرس والأحباش، وكذلك مطمع لآل الامام يحيى بن حسين الرسي مؤسس الزيدية في اليمن، ومنذ أن وطئت أقدامه اليمن وحتى تاريخنا الحالي لم تقم لليمن قائمة وماتزال الفتن والاقتتالات الداخخلية تستعر نارها حتى يومنا هذا لم ينجوا منها لا الأولين ولا الآخرين.

واختفت معالم اليمن السعيد منذ أن أتى هذا الرسي الخبيث بمذهبه السلالي العفن، المذهب الذي يعيد العنصرية والعبودية بين الناس بعد أن قضى عليها الاسلام وبعد أن وضع النبي ﷺ الجاهلية وماتحويه من عنصرية تحت قدمه الشريفة، هذا الرجل الخبيث والذي تسبب بنكبات اليمن منذ ما يزيد عن ألف عام، لوحده افتعل أكثر من 50 اقتتال ومعركة في يمن الايمان، واستعان بجيش طبري من طبرستان ايران لقتل اليمنيين، ولاشك أن مجازرة وحروبه استمرت في انساله من بعده.

إن من يسمون أنفسهم السادة تعساء أيضا كحال كل اليمنيين ولحقهم من الدبور والنحس مالحق اليمنيين أيضا، رغم أني أجزم تماما بأن معظمهم من أصل فارسي ومن بقايا الجيش الطبري الذي عدده خمسة آلاف وكذلك من الجيش الذي استعان به سيف بن ذي يزن قبلهم بأربعة قرون، فليس من المعقول أن ينتسب ربع سكان اليمن لشخص واحد، في حين لا تجد أحدا من سكان اليمن ينتسب للجيشان الفارسيان الذين أتى بهم ذي يزن والإمام الرسي، وانما تسموا بالسادة وذلك لأن النبي ﷺ قال عن صاحبه الفارسي: "سلمان منا آل البيت" فاذا بأبناء الجيشين ينتحلون اللقب كونهم فارسيون أيضا.

فاليوم نرى السادة في دول الخليج يعيشون برفاهية جنبا الى جنب مع أبناء جلدتهم العرب، بينما اليمن تحت وطئة حكم الأئمة العكس تماما أصبح بلد متخلف فاسد وجاهلي، نعم من يسمون أنفسهم سادة يمسكون المناصب العليا ولهم من الأموال الشيء الكبير ولكن الحقيقة أن المال وحده لا يكفي، تأملوا قليلا معي؛ فان تكون بلدك مدمرة والناس فقراء والطرق مشقشقة ومحفرة والمدن تفتقر للنظام والترتيب، والبترول والغاز يصعب الوصول اليه والامن والامان لايوجد سيما أن الفقراء واللصوص والمتربصين يحيطون بك من كل اتجاه والبؤس والشقاء يملأ المكان أمامك والقلق رفيقك دوما والفتن والاقتتالات في بلدك تشتعل هنا وهناك والناس تنظر لك بعين الحقد والريبة، فأين السعادة في المال إذا؟!

ظن من يسمون أنفسهم سادة بأن دولة الحوثي ستكون خيرا لهم وسعادة ولكن الواقع العكس تماما، مكروا ومكر الله بهم وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، ولأن الطمع والجشع مهلكة فوجؤوا بعاصفة الحزم التي صعقتهم وحطمت احلامهم في السيطرة على كافة تراب الوطن، وفوجئوا بدعم التحالف للشرعية وحشد الحشود وتجنيد الناس ضدهم وقلب الموازنة، وفوجئوا بأن القبائل التي راهنوا على أبنائها بالقتال عنهم والتضحية بالفداء لهم باعتبارهم سادة وأولئك عبيد، فوجئوا بأن ذهب معظمهم للالتحاق بالجيش الوطني فما بقي لهم سوى العدد القليل مما جعلهم يضطرون للتضحية بأفراد من سلالتهم ويعوضوا النقص الحاصل ليموتوا ويجندلوا كالخرفان في مناطق الصراع على امتداد الجبهات.

فخسر القوم الذين ظلموا أنفسهم بانقلابهم على الدولة وعلى الحوار الوطني لكافة أطياف الشعب اليمني العديد من أقربائهم وأحبائهم وفلذات أكبادهم الذين لا تغني عنهم ملايين الأموال المسروقة وكذا الأملاك المنهوبة شيئا عن فقد أولئك، نعم حين تفتقد شخصا يعز عليك فإن فقدانه لا يعوض بثمن ولن تهبه لك الحياة مرة أخرى فخالق الحياة جعل لها قانونا صارما فانها خسارة عظيمة إلى جانب الخسارات السابقة وهكذا تحولت حياة السادة الى جحيم وصدق المتنبي حينما قال:

يامن يعز علينا أن نفارقهم** وجداننا كل شيء بعدكم عدمُ

الحجر الصحفي في زمن الحوثي