لا يجرأ الحوثي ولا الاذرع الأخرى في المنطقة ان تضرب الامارات العربية المتحدة بدون ضوء أخضر أو من غير اوامر من إيران؛ وفي اعتقادي أن إيران أهدت "الشعبوية للحوثة" هذه المرة؛ أي لذراعها في اليمن، بسبب ما لاقى من هزائم متتالية تكبدها ولا يزال في مختلف الجبهات؛ خصوصا بعد اعلان عملية "حرية اليمن السعيد" من شبوة، ولعلّ هذا الخبر الطاغي على القنوات الاعلامية قد يجعل عناصرهم المتقدمة في الجبهات تنسحب بهدوء لتحافظ على نفسها، بعد تسجيل تقهقرها وهروبها من أكثر من جبهة بشكل يعرضها للموت المحقق!؛ غير أن:
دنبوعنا فخامة الرئيس هادي كما كنا نقول منذ أمد أنه ليس "بسيطاً"، بل "استراتيجياً"؛ لأن المنطقة قد تدخل بحرب شاملة بسببه، فقد يكون السبب المباشر الذي كان سباقاً في التحذير من إيران ودورها المزعزع في المنطقة؛ ووصلت المنطقة للقناعة نفسها اليوم؛ فالمنطقة كلها مقبلة على حرب إقليمية إن لم تقود لعالمية.. وها هي الحرب الإقليمية قد بدأت منذ فترة سراً بعمليات متبادلة بين إيران والكيان الصهيوني في العمق الإيراني وفي سوريا وفي البحار الدولية!؛
ولربما أسهم فشل مفاوضات جنيف التسريع بضرب بعض المواقع في الامارات العربية المتحدة كرسالة تحذيرية، وقد تلحقها عمليات كبرى تعتمد على ردّ الفعل الاماراتي!؛والتي في اعتقادي لن تتأخر ولن يمر هذ الاعتداء دون عقاب!؛ والاستهداف على الامارات قد يكون له علاقة بالكيان الصهيوني؛ اذْ انه جاء عقب تطبيع الامارات مع الكيان الصهيوني وبالشكل العلني الفاضح والتسرع بإقامة علاقة دبلوماسية وعسكرية وباشرت بالتعاون العسكري الذي حذرت منه إيران!؛
وجاء الاستهداف انتقاماً لما تفعله ألوية العمالقة في الحوثين "أذرع إيران باليمن"؛ وربما هو ايضا توجيه رسالة لبريطانيا وامريكا الحاميتان للإمارات، لولا أمريكا وبريطانيا ومضاف اليهما الكيان الصهيوني؛ لما كان للإمارات كل هذه الصولات والجولات بالمنطقة؛ وربما جاء لأن أمريكا وبريطانيا قد اعطتا الضوء الأخضر للتحالف للتقدم ضد الحوثين، وبسبب نشاطهما في البحر ومصادرة الأسلحة المهربة للحوثين ايضاً!؛ ثم أن الاستهداف جاء عقب قرصنة لأحد سفن الامارات في الحديدة، وجاء عقب زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي للكيان الصهيوني، والإعلان عن تنسيق بين الكيان والامريكان بعد التوقُع بفشل مفاوضات جنيف والبحث عن بدائل أخرى لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، لان الوقت المتاح للتفاوض لأسابيع وهي مدة ضيقة جدا، وجاء عقب نبأ ضرب مواقع مختلفة في المحافظات الإيرانية وعدم الإفصاح عنها من قبل الجهة الإيرانية، وجاء الاستهداف بالتزامن مع ظهور ناطق الحوثين في مقابلة استعراضية مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي!؛
إذا الحرب من تحت الحزام صارت مكشوفة وواضحة (نوعية ومحدودة وأغلبها دون تبني)، لكن أظن أنه بعد استهداف الإمارات قد تأتي الحرب الشاملة!؛ ويبدوا أن القيادة الإيرانية قد قررت أن تكون البادئة والمهاجمة على نطاق محدود لمنع الهجوم على مفاعلاتها النووية، أي هي الآن في وضع الهجوم لا الدفاع وهي التي تقرر الدخول في الحرب الشاملة من عدمها!؛
وإذا ما قررت إيران الحرب فان السعودية والامارات ستكون من أهدافها الرئيسية قبل الكيان الصهيوني.. يعرف هذا من خلال عمليات "التسخين" المنفذة من قبل أذرعها الحوثي من اليمن على السعودية وحالياً على الامارات، أو من خلال بعض الأذرع في العراق؛ وتُرك الإعلان لــ" عَزَبْ" الويل الحوثي!؛ فادعاءه باستهداف الامارات، يعتقد من خلاله أن الامارات ستسلم له وتلن انسحابها، فهذا غباء وحماقة؛ ويدّل على ان الحوثي لا يدرك ردّ فعل الامارات، فاذا كانت لم تقبل ببعض مكونات الشرعية وهم ليسوا ضدها؛ فما بالكم بالذي يعتدي عليها.. أظنكم ستسمعون قادتكم يأكلون تفاحا تباعا وأظن كذلك ان استعادة العاصمة صنعاء قد قرب !؛وما تردد وتأخير بيان الناطق العسكري باسم الحوثين عما حدده من وقت كما وعد، مردّه الى أوامر من إيران، كي يستخلصون ردة فعل الامارات والدول والمجتمع الدولي؛ كما اعتقد!؛ فماهي غير ساعات وربما أيام أو أسابيع والحرب الشاملة الإقليمية ستطل برأسها على الأبواب هذا أولاً؛ وقد تمتد ثانياً لتكون حرب عالمية.. فمن يدري؟!
-->