عودة جميع مؤسسات الدولة للداخل ضرورة وطنية عاجلة ؟

محمد مقبل الحميري
الثلاثاء ، ٠٤ يناير ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٥٨ مساءً

 

ان اشاد شخص وانصف احد القيادات الصامدة بمواقفها منذ البداية مع الوطن دون تلكؤ تردد وهي تقارع المشروع السلالي الحوثي دون حسابات ضيقة تجد من ينبري لك ليكيل كل التهم والاراجيف على هذه القيادات وسلقوا بألسنتهم الحداد من يذكرهم بخير ، وقد تجد البعض منهم يمجد من خانوا الوطن ووضعوا ايديهم في ايدي المشروع السلالي دون حياء او خجل.

هذه القيادات اليمنية التي عانت وتعاني وهي ثابتة ليسوا ملائكة اطهار وليسوا كاملين لا يعتريهم النقص ، ولكنهم يبقوا افضل الموجودين على الساحة لم تنحرف بوصلتهم ولم يتاجروا في مبادئهم ، وربما اخفقوا في بعض الامور ولكن علينا ان نبحث عن سبب هذه الاخفاقات ، ونجد الحوثي اشد تركيزا عليهم وطعنا فيهم وحقدا عليهم ، وهذا بحد ذاته شهادة لهم وليس عليهم.

اصبحنا لا نجرؤ ان ننصف احدا منهم حتى لا تنالنا هذه الالسنة المتلوثة والاقلام المسمومة ، لم يعجبهم بن دغر وصموده ولم يستسيغوا الدبلوماسي الراقي عبدالملك المخلافي وسياسته وحواراته المفحمة ، ويشككون في المقدشي وبن عزيز الصامدين في الميدان ، اما إذا ذكرت لهم النائب علي محسن فقد اصبحت بلا وطنية وعميلا رسميا وخائنا للوطن ، وهذا ما يجعل المليشيات السلالية تشعر بالسعادة والغبطة عندما تنال من اشد اعدائها ضراوة ، وانا شخصيا تعاملت مع بن دغر ويشهد الله كان اشد الناس عونا لنا في المصالح الوطنية وكان نعم العون في اعتماد رواتب موظفي محافظة تعز وكان لا يتردد في اي دعم حكومي عبر القنوات الرسمية وكان سندا وعونا للنازحين من مختلف المحافظات فرارا من جحيم المليشيات ، واما الاخ نائب الرئيس فكان ولا زال بابه مفتوحا ويتجاوب مع كل طلبات الجبهات وفقا للامكانات المتاحة ولم اطرح له قضية لتعز الا وتجاوب معها دون تردد ومكتبه مفتوح لكل اليمنيين من مختلف مشاربهم ومحافظاتهم بدون استثناء .

باختصار هناك هجمة على رجال الشرعية رغم ان فيهم قصور لا ينكره الا اعمى ولكن هذا القصور ربما له اسبابه التي لم نطلع عليها الا ان اضعاف الشرعية يخدم الحوثي من حيث نعلم او لا نعلم ، فعلينا ان نقف مع شرعية الرئيس مهما كانت آلامنا وملاحظاتنا عليها ،  لانه لا بديل لنا غيرها ، ندعم حكومة الدكتور معين رجالها الشهداء الاحياء الذين استهدفتهم المليشيات الحوثية في مطار عدن من اول لحظة ، نساندهم ولا تضعفهم واذا نصحنا ننصح برفق وحرص نصحا بناء فهذه الحكومة تنحت في صخر وتبذل جهود وظروفها قاهرة ، ندعم الرئاسة ولا نطعن فيها ونطالبها بعدم التفريط بثوابت الرطن ، تحيي التحالف ونشكر جهوده ونطالبهم بمزيد من التنسيق مع الشرعية ولملمة كل القوى المناوئة للمشروع الحوثي السلالي ومن ورائه المشروع الفارسي ، فهم الاقدر على جمع هذه القوى المختلفة سياسيا مع بعضها والمختلفة وجوديا مع المشروع السلالي ، علينا ان ننسى خلافاتنا واحقادنا التافهة على بعضنا ونوجه سهامنا نحو عدونا المشترك الذي يستهدف وجودنا وآدميتنا وعقيدتنا.

كل من ذكرتهم يجب ان نقف معهم ونقول لهم نحن معكم وأي تعثر للمشروع الوطني او انحراف عن مساره انتم المسئولون عنه امام الله وامام الشعب ومثلما نقف معكم سنقف ضدكم عند التفريط.

الخلاصة / نطالب وطالبوا جميعا بلملمة الصف وتوحيد الجهود وبعودة الرئاسة والحكومة مجتمعة ومجلس النواب مجتمعا الى ارض الوطن عاجلا غير آجلا ، لان ذلك هو البداية الحقيقية لهزيمة المشروع المعادي لليمن وللمنطقة العربية كلها ، وهناك بشائر نصر قادمة من مأرب وشبوة وبدعم من التحالف العربي ، ثقتنا ان هذا الزخم سيستمر وستلتحم به كل الجبهات ولن يتوقف الا بهزيمة المليشيات السلالية مشروع الدولة الصفوية في اليمن.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي