رجاءً زوروا مأرب

عادل الأحمدي
السبت ، ١١ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ١٢:٥١ مساءً

يا كل أحبائي البعيدين.. رجاءً زوروا مأرب. 

أربعة صواريخ وواحد "لحقة"، والشباب مشغولون بإظهار الحفاوة التي تغسل عن المرء كل لحظة وحشة عاشها في أية فترة من حياته.

هنا يملأونك بالحب، عيونُهم قلوبُهم، وقلوبهم وضاءةٌ بالمحبة. وأمام تحدي الكينونة والوجود لا يملك المرء أن يغالط نفسه، لقد بات يرى الأمور بعين الحقيقة، ويختصر المسافات المؤدية للخلاصة التي ترسم طريق الخلاص. والخلاصة: اليمن.

حدقوا في عينيْ الزميل محمد عبدالرحمن الحميدي.. فيهما بريق الحياة ونقاء الصدق ووعد المستقبل. وهكذا كل مَن في مأرب. شاب آخر مقاتل يستأذن من الجبهة ويأتي ليقبّل رأسك وهو والله من يستحق أن تقبّل بيادته. ماذا أقول للذين تخوّفوا علي من زيارة مارب؟.. لم تدع لي المدينة فرصة للكتابة عنها.. لقد غمرتني وغسلتني وجعلتني ممتناً مدى الحياة.

أرواح الشهداء تحوم في الأرجاء لتكسب أبناء المدينة المزيد من النبل، وبساتين البرتقال متاحة للجميع.. هنا في مأرب: كل مقيلٍ ندوة، وكل صديقٍ شاعر، وكل نازحٍ حكاية، وكل حكاية كتاب. والجميع في حِمى أهل مأرب، أبناء الجدعان ومراد وعبيدة.. فرسان الحرية وأصل القيافة السبأية العريقة. أرى الطفل منهم أطول قامةً من كل كبير.. لله درهم. مع ذلك، فمأرب من دون ريفها مثل شجرة قوية عملاقة بلا جذور.. واستعادة الريف وفاءً للشهداء الكهول أرباب اللحى البيضاء، أولويةٌ قصوى، يليها ترتيب الصفوف بشكل يليق بهذا البريق وتلك المحبة.  يا كل أحبائي البعيدين.. رجاء زوروا مأرب.. زوروها لتعرفوا كم أن خلافاتكم وتصنيفاتكم تزعج آذانها المشغولة بالاستماع لمعالي الأمور ونداء المجد ولطائف المعنى المنقوش بمُسند الروح.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي