سفيرنا في الرياض

محمد بالفخر
الخميس ، ٠٤ نوفمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٢:١١ مساءً

مكثت في الرياض ما يقارب سبع سنين ولم يقدر لي زيارة السفارة اليمنية على الرغم من دعوة سعادة السفير د. شائع محسن الزنداني الذي التقيته في أكثر من مناسبة لكن لم تتح لي فرصة أو ضرورة لزيارتها،

 وفي الأسبوع الماضي زرت السفارة والتقيت بسعادة السفير فكان لقاءً رائعاً قدم لي شرحاً مؤجزاً عن التنظيم الإداري الذي طبقه منذ  توليه مهامه كسفير وتحسين الخدمات التي تهدف إلى سرعة إجراء المعاملات الإدارية سواء إصدار الجوازات أو التصديقات وقضايا الأحوال الشخصية وكافة المعاملات المتعلقة بقضايا المغتربين بشكل عام وكل هذه الأمور تتم عبر حجز الموعد الكترونياً وبالتالي تم القضاء على مواضيع السمسرة التي كانت تتم عبر بعض الوسطاء مما يكلف المواطن أعباء مالية هو في حاجة إليها، ومن أجمل ما وصلوا إليه في تقديم الخدمات المميزة أن أدخلوا عملية تقديم طلب إصدار الجوازات (أون لاين) وكذلك دفع الرسوم بنفس الطريقة، مما سهل للمقيمين خارج الرياض وفي مختلف مدن المملكة استخدام هذه الطريقة ويصله الجواز بعد إصداره وتسليمه عبر المندوب الذي يذهب به الى المدينة المعنية ضمن أوقات محددة، وقد أخبرني الأخ أمين  الكثيري عندما كنت في مكتبه وعندما اتصلت عليه احدى المواطنات المقيمات في الدمام تسأله عن سبب تأخير وصول جوازها مع المندوب فقال لها أن التأخير حدث بسبب اشتباه في الاسم ولكن تداركنا الأمر وأرسلناه عبر طرد بريدي وعلى حساب السفارة لأن التأخير كان بسببنا وفعلاً أكّد لها أن الجواز سيصل إلى عنوانها خلال الساعات القادمة،

فعلاً سعدت بمثل هكذا تسهيلات بل وألقيت نظرة على الصالات ونظافتها التي تعطي عنواناً بارزاً للنضج الإداري لدى المسؤول القائم على إدارة هذه السفارة كراسي لجميع المراجعين خدمة الواي فاي الثلاجات المليئة بقوارير الماء تقدم مجاناً للمراجعين لم يعد هناك ازدحام على الشبابيك تكون الأولوية لذوي العضلات المفتولة أو لسمسار يقدم أوراقه من فوق الجميع كل ذلك انتهى زمنه، أما الآن فالجميع ينتظر دوره من خلال التسلسل الرقمي لكل شباك،

حقيقة تغيير حقيقي يحسب لسعادة السفير د. شائع فقد كان الرجل المناسب في المكان المناسب،

 فهو حقيقة نموذجاً مميزاً ويا ليت بقية السفارات والقنصليات تقتدي به، والعجيب في الأمر أنه غالباً ما يكون اول من يحضر للدوام قبل الموظفين جميعاً وآخر من يغادر بل ويغادر بعدهم بساعة أو أكثر وفوق ذلك شاشة المراقبة في مكتبه تجعله يتابع كل ما يجري في أروقة المكاتب والصالات ومتابعة ما يجري منذ دخولك من البوابة حتى استكمال معاملتك،

قلت له يا دكتور لقد أتعبت من يأتي بعدك فأنت قدمت لنا نموذجاً ضالعياً رائعاً مغايراً عن نماذج أخرى،

 تذكرت قبل سنوات أنني تواصلت مع أحد الوزراء الحضارم السابقين واعطاني موعداً في مكتبه بالعاصمة المؤقتة عدن،

وفي صباح اليوم الثاني وانا في طريقي إليه كان مشروع مقال في مخيلتي عن انضباطية الموعد ودوامه المبكر كامتداد للنماذج الحضرمية المميزة فوصلت عند بوابة الوزارة الثامنة والنصف فلم أجد إلاّ الحراسة يقولون مالك مستعجل الموظفين يداومون بعد ساعة،  عدت بعد ساعة وصعدت لمكتب الوزير فلم يكن قد وصل حينها فانتظرت حتى الحادية عشرة والنصف وجلست بعدها ساعة أخرى حتى أتيح لي مقابلته فطارت الكلمات التي كنت قد رتبتها لكتابة المقال، واليوم كتبت هذا المقال اشادة بجهود من يستحق الإشادة وكم أتمنى من سعادة السفير إعادة النظر في رسوم كل الخدمات من جوازات وغيرها فحالة الكثير من المغتربين لم تعد تحتمل تلك الأسعار.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي