بريدي الالكتروني المفقود ! 

موسى المقطري
الأحد ، ١٨ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠١:١٦ صباحاً

منذ اكثر من عشرة أعوام أنشأت بريداً الكترونياً عبر موقع Google مرتبطاً برقم جوالي ، وقبل شهرين تم تهكيره ولم اتمكن من الدخول اليه ، واصبح مرتبطاً برقم جوال آخر في أحد الدول الخليجية بحسب الرد من الموقع حين حاولت استعادته وظهور علم الدولة التي ينتمي اليها الرقم المرتبط الجديد .

ومع اني لم ابذل جهداً كبيراً لاستعادته أو حتى الإبلاغ عنه ، واكتفيت بإنشاء بريد الكتروني أخر ، لكني احببت ان اشارككم طرافة الحدث ، وليظهر كم من الجهد تبذله جهات يبدو أنها استخبارية للحرث في البحر ، وكم من المال والخبرات تسخر لعمليات التجسس هذه، وكان بريدي كضحية لهذه العمليات مضحكاً، وساخبركم لماذا . طوال فترة استخدامي للبريد الالكتروني المذكور اقتصرت انشطتي فيه على وظيفتين ذات اهمية ، وثالثة روتينية.

أما الوظيفة الأولى فكانت التراسل مع جهة العمل التي انتمي اليها وظيفياً، وهي مؤسسة اكاديمية لاعلاقة لها بنشاطي السياسي لامن قريب ولا من بعيد ، وكل ما أرسله او أستلمه متعلق بعمل المؤسسة ، وبطبيعة وظيفتي الإدارية فيها ، وهي تفاصيل وبيانات ليست ذات قيمة سياسية، وسيصاب المخترق بالدوار والاسهال وسيحتاج الى زمن ليس بالقصير وهو يغوص بين ثنايا المراسلات بحثاً عن "الكنز" الذي منّى نفسه به.

المهمة الثانية التي استخدمت البريد الالكتروني لأجلها كانت ارسال ما اكتبه للمواقع والصحف، وكل مقالاتي وتحليلاتي منشورة ، ويمكن الرجوع اليها في حسابي على فيسبوك . اما المهمة الروتينة فكانت التسجيل في المنتديات والمكتبات على الشبكة العنكبوتية ، وما شابه ذلك من انشطة الكترونية روتينية لاتسمن ولاتغني من جوع. أما عن أوجه الطرافة في الأمر انني كنت قد بدأت اتضايق من رسائل التنبيه باستنفاذ حيز التخزين المجاني للبريد ، وكان عليّ بين وقت وأخر ان احذف مجموعة من الايميلات ذات المرفقات مرتفعة الحجم ، وكم يبدو ذلك ثقيلاً حين تكون على عجلة من امرك لارسال أو استقبال ايميلات مستعجلة. بصفة عامة لايوجد ما أخفيه في بريدي الالكتروني أو جوالي أو حساباتي على برامج التواصل الاجتماعي ، وكل ما انا مقتنع فيه اكتبه وانشره ليقراه الشارد والوارد ، ولا اتبادل معلومات سرية ذات أهمية مع أي جهة ، لاعتقادي الجازم انني استطيع ان اقول ما أريده في العلن، ومع انشغالي عن الكتابة خلال هذه الفترة باستكمال رسالة الماجستير التي أعدها (وكل مرة يعيدها الدكتور المعمري للتعديل) فإني لازلت مؤمنا بأني لا استطيع كتمان ما بنفسي ، وحتى لو أردت ممارسة "الحشوش" على بعض اصدقائي فاني افعل ذلك على حسابي الفيسبوكي بدون تردد . ما افتقدته حين ذهب بريدي الالكتروني هو روح الألفة الذي كنت ابادله أياه لطول فترة عملي عبره، كما سافتقد بعض الايميلات من الاصدقاء كانت تذكرني بهم كثيراً ، وإن فرقت بيننا السنين والأحداث .

أكاد اجزم أن من قام بتهكير ايميلي سيقرأ ما كتبته الأن، وسيبدو أبلها أمام نفسه وهو يرى جهده ضاع سدى ، وإن امكانات بحجم دول ومنظمات عالمية تتلاشي حين لا تجد طريقة لابتزازك أما لتجعلك صامتاً او لتصبح أداة بيدها تكتب وتقول ما يريدون ، اما انا فمدين لهؤلاء بان خلصوني من جهد حذف الايميلات لتوفير مساحة مجانية، وايميلي الجديد لازال بكراً وسيحتاج الى عقد من السنوات ليمتلئ ، ورب ضارة نافعة . دمتم سالمين.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي