هل حقاً ما يقولون أيها القائد عبده نعمان !!
أخبروني انك ارتقيت يافارس الجبال والتلال في الضباب والمسراخ والأحكوم ، وقبل ذلك في ساحة الحرية بتعز، وقبل هذا وبعده في ميادين التربية والبناء والعطاء ومحاضن تربية الرجال في لحج وتعز وعدن .
كيف تركتنا أيها القائد ولازال الفجر في طلته الاولى ؟ وماذا سنقول للجبال والتلال التي اكتست رداء الحرية على يديك ؟ وبماذا سنطمئن الذين كانوا ينامون بأمان لأنك تحرسهم؟
ستفتقدك عصافير الصباح التي إعتادت أن تراك ممتشقاً سلاحك وايمانك بالحرية في كل فجر ، ولن تنساك الأشجار التي استظليت تحتها وانت في طريقك لمقارعة اعداء الحياة ، وسيأنس بك رفاقك الذين سبقوك وارتوت الأرض بدمائهم الزكية فنبتت أشجار الحرية ، وهاهي ترتوي بدمك الطاهر لتعلو وتثمر ، وحسبك أنّك رحلت قائماً كعادة الابطال .
ستفتقدك "تعـــــز" التي تنام وتاكل وتقاوم وتبتسم لأنك تحرسها من هجمات برابرة العصر على شريانها الذي يهبها أسباب الحياة ، وعلى يدك ويد رفاقك المرابطين في جبهة الأحكوم فشل مخطط تركيع سيدة الحرية الأولى .
بالله عليك أجبني أيها القائد ، ماذا عن دروس النضال التي اعتدنا أن نتدارسها سوياً كيف سنحكيها لأبنائنا وانت غائب ؟
وعن أي مثل سنتحدث وأنت غير موجود ؟
حسبنا وحسبك أنك لم تكن وحيدا فقد زرعت جيلاً لن تحصده يد بشر ، وأسست مدرسة عنوانها القائد الذي يتقدم الصفوف ويعانق الشدائد مقبلاً غير مدبر ، وحين يكون الموت قريباً يكون هو الأقرب .. تلك مدرسة جديدة قديمة ايها القائد ، وفخرك وفخرنا انك كنت أستاذها الاول ، وليتنا كنا طلاباً لديك .
هنيئا لك الرحيل السامق ، والشهادة العليّة ، وان كنتُ لازلت امني نفسي بحديث معك ، ورسالة منك ، وابتسامة ادمنتُ عليها وانت تضع كفيك على كفي مودعاً او مستقبلاً ، سلاماً على روحك التي ستظل تحرسنا للأبد ، وسلاماً على رفاق دربك من قضى نحبه وممن ينتظر (ومابدلوا تبديلا).