تخادم العصابتان وحتمية الهزيمة لكن بشرط!!

د. عبدالحي علي قاسم
الثلاثاء ، ١٦ مارس ٢٠٢١ الساعة ٠٧:٥٧ صباحاً

 سيناريوا استنزاف وتبديد قوة الشرعية يتكرر مشهده مع أي تضييق هزيمة تلحق بأحد العصابتين الأكثر إجراما، وارتهانا. 

ما أن تتهاوى جبهات الحوثي، ويشتد خناق الهزيمة عليها، وانهيار، وتراجع قطعان مرتزقتها، حتى تتحرك عصابة عيدروس الإماراتية لتنفيس الضغط عنها، كما هو تحرك الفوضى لجبهة الرعاع في حضرموت، لإرباك خط تعبئة المعركة، وتصفير العمق الإستراتيجي للشرعية إلى مؤشر سالب الخطر. وذات الحال في مساجلات معارك الانتقالي مع الجيش الوطني.  

التنسيق بين قوى العبث هو الأكثر ضررا بمشروع التحرر من حكم أذيال المشروع الصفوي الإيراني.  هذه اللعبة التخادمية المكشوفة غير محسوبة العواقب، وعدم قراءة تقديراتها الكارثية بدقة، لن تهدد واقع الاستقرار في اليمن والمملكة، بل ستهدم أساسات حكم آل نهيان وآل راشد في الإمارات، وتأتي على خضراء أمنهم ورفاهيتهم لو سمح الله أن ينهار الصف الجمهوري. مشروع إيران الحوثي ليس هو أذيال أبوظبي الانتقالي، فرق شاسع، الأول: أيديولوجي سلالي إجرامي، عابر للحدود، واسع الأطماع فوق ما هو متوقع، معفي من أي التزام، خائن لكل اتفاق، لا يؤمن جانبه ولو قطع عهود الدنيا كلها، يتلقى أمر هجومه وتقيته السياسية فقط من ملالي طهران. والآخر: عصابة بن بريك العيدروسية الإماراتية، فاقدة للهوية، ضحلة ومفلسة وعشوائية طفولية عدا شعارات تسوقها، قصيرة النظر في صوابية علاقة تخادمها مع مشروع أحفاد الرسي الإيراني، لا تنظر أبعد من معادلات معارك الأطفال وخصوماتهم، ولا تعي أبعاد ما ينطوي عليه مخاطر التقارب والتعاون مع مشروع إيران السلالي وكارثيته. 

    أنا متأكد أن لعنة قريبة سوف تطوي عصابتي طهران وأبوظبي، وأن تأريخا أسودا ينتظر صفحاتهم المخزية، وأن مرحلة التخادم، أوشكت أن تلفظ النهاية الحتمية المروعة.  

من يمارس سياسة الأكاذيب، ويستثمر معاناة وتضحيات البسطاء المغلوبين على أمرهم بكل بشاعة وانتهازية، لن يكتب أي انتصار حقيقي، بل الهزيمة هي قدره المحتوم، وهذا ما أراه قريبا، وهما يترنحان للسقوط المدوي، بيد أن الشرعية مطالبة بمراجعات وإصلاحات لطبيعة علاقاتها بحلفائها، وسياساتها الداخلية والخارجية والإنصات لمنطق النصح والإصلاح، والتخلص من لوثة تخادم الفاسدين، حتى تكون في وضع يسمح بانتصارها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي