كيف يمكن إفشال المخطط الإيراني الإماراتي في اليمن؟

د. عبدالحي علي قاسم
الثلاثاء ، ١٦ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠٢:١٢ مساءً

  تظهر المعطيات بين الفينة والأخرى، أن هناك تنسيق عالي في التقاسم، وتقطيع الجمهورية اليمنية لصالح الأطماع الفارسية الإماراتية، غرفة عمليات التنسيق لا تتوقف للحظة بين طهران وأبوظبي، وذر الرماد الإعلامي لا يستطيع طمس حقائق التواصل والتخادم لضرب مكونات الشرعية، وتبديد قوتها السياسية والعسكرية، وتضييق الخناق على عمقها الجغرافي، تمهيدا لإزاحتها نهائيا من المشهد اليمني.

     الدور الذي تضطلع به المملكة بجانب الشرعية لا يسعف في كبح هذا المخطط الخطير، لا سيما وأن المملكة تمسك العصا من النصف، وليس في وارد سياستها ضرب أجندة أبو ظبي، وردع عصاباتها، ربما تربطها وأبو ظبي حسابات تتجاوز الشأن اليمني.د، وقد لا ندرك تعقيدات تلك الحسابات. 

   ما يهمنا في هذه المؤامرة الخطيرة على مستقبل اليمن وجمهورية مكتسباتها أن نفكر في خيارات حاسمة تحول وسقوط الشرعية بين براثن مخططات طهران وأبوظبي. الشرعية تتلقى طعنات التنسيق العسكري العالي بين جماعة طهران الإرهابية، وعصابات الإمارات التي تربك واقع الشرعية في كل لحظة، وتنتهز كل فرصة لتقويض جهود الشرعية تارة بالتمردات والانقلابات بين الشهر والآخر وموافاة الحوثي بالمعلومات الخطيرة، عدا عن تسهيلات لوجستية وتكتيكات عسكرية واقتصادية ومالية تخدم الجانب الحوثي، وتسهيل مهماته القتالية، كذلك الحال هو مع طارق عفاش العميل الإماراتي، والجندي التابع لغرفة أبو ظبي، الذي يؤمن حاليا ظهر الحوثي في الساحل الغربي، لتمكين الحوثي من تعبئة حشوده، وكامل عتاده لاحتلال مأرب الصامدة، والعمق الحقيقي للشرعية، ناهيك عن تنسيق بين الانتقالي والحوثي في الضالع في حال سقطت مأرب.

محطط دولتا الشر والعدوان لا ينفع معها ترقيعات إستراتيجية غير جادة، ووعودات تخديرية، ولا بد من رادع إقليمي محنك، وجاد، ومتمكن قتاليا وعسكريا، مستعد لرفد جبهة الشرعية بالسلاح النوعي لقلب موازين المعركة لصالح الشرعية،  وتبديد مخاطر التقسيم لليمن بين طهران وأبو ظبي الأكثر دمارا وخرابا. 

الشرعية حاليا في موضع المضطر لمثل هكذا تحالف، وهي معذورة سعوديا، لأنه ليس بإمكان المملكة حاليا وقف هذا المخطط الخطير، ولديها التزامات لا تسعفها في تفككيك التنسيق الإماراتي الإيراني. ياسيادة الرئيس لا تنتظر لحظة، فالوقت يداهم شرعية الجمهورية اليمنية، فكن صاحب قرار شجاع في إنقاذ البلد من مخالب عبث طهران وأبو ظبي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي