الاعتداء الجبان على مطار عدن.. يقتضي تصنيف "الفاعلين" كـ "دولة" و "جماعة" إرهابية ...!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠١ يناير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٤٣ صباحاً

نطوي سنة 2020 نحن في اليمن بحادث إرهابي شنيع وجدناه قد تجاوز كل عمل إرهابي قد حصل بالعالم.. تستهدف حكومة بقصد "الاغتيال" وهي تمثل شعب قوامه ثلاثون مليون نسمة ..!؛ وأين تم الاستهداف؟!؛ في منشآه مدنية هي مطار مدني إنه مطار عدن الدلي! نافذة اليمنيين نحو العالم، وتم الاستهداف عند هبوط الطائرة اليمنية التي  أقلت السادة الوزراء ورئيسهم ،ووسيلة الإرهاب هي صواريخ موجهة من قبل مليشيا إرهابية تأتمر وتنفذ توجيهات الحاكم العسكري الإيراني لصنعاء " حسن ايرلوا " ولم تكتفي بصاروخ لتوصيل رسالة ما، بل قصفت المطار بعدة صواريخ بغرض الايذاء واسالة دم اليمنيين ؛ العملية برمتها ارهاب "دولة"  متمثلة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ؛هكذا ينبغي التوصيف ويقتضي التصنيف والتكييف !؛ ايران بمناسبة ذكرى اغتيال قاسم سليماني ارادت الانتقام من الحكومة اليمنية خاب فالها ..اعتقد أن على الحكومة وبالاستعانة بخبراء دوليين القيام  بتجميع الأدلة وحرزها وتقديمها لمجلس الأمن الدولي ؛ فلربما حصلت الشرعية والشعب اليمني على قرار دولي يدين "ايران " واعتبارها إرهاب الدولة، ويدين ويصنف الحوثين باعتبارهم "جماعة" إرهابية .. 

إن ما حدث يوم أمس من اجرام قد هز ضمير الإنسانية وقد جعل دول العالم تدين جريمة الاعتداء ..وللعلم أنه  في الوقت التي كانت الصواريخ تمطر مطار عدن بغرض اغتيال دولة رئيس الوزراء وحكومته كان حسن ايرلوا حاكم صنعاء الفارسي يزور قبر صالح الصماد وليس مصادفة ذلك، بل كما اظن متعمد وله علاقة بعملية الاستهداف للمطار، وبالضرورة فإن الزيارة في حد ذاتها هي رسالة للتحالف العربي وللسعودية على وجه التحديد لا شك في ذلك..

تم الاعتداء على صالة استقبال الضيوف في المطار وباتجاه الطائرة وراح من هذا الاعتداء  الاجرامي الإرهابي المنفذ من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية ما يتجاوز الخمسة والعشرين شخص "شهيد" ، وما يزيد عن مائة جريح وهم يمثلون كل شرائح المجتمع اليمني ، فمنهم المسؤول، ومنهم الضابط، ومنهم الصحفي، ومنهم الطالب، ومنهم الامراض، ومنهم الموظفون العاملون في المطار ،ومنهم اسر الوزراء الذين اتو لاستقبال اهاليهم مثلهم مثل بقية النشطاء والمهتمين والذين خرجوا لاستقبال الحكومة؛ حكومة الأمل، حكومة السلام والاستقرار والتعافي..؛ حكومة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب...!؛

وجميل جدا أن نرى رباطة الجأش التي ابداها رئيس الوزراء وتحديه للموت وارتباطه بالشعب وزيارته للجرحى، وجميل جدا إن نرى الأمر ذاته من اغلب  الوزراء، وجميل جدا أن بدأ الوزراء بممارسة مهامهم، ورائع أن نرى الحكومة تجتمع وتخاطب شعبها وتتدارس الخطط  الأمنية وجعل الأمن  أولوية من أولويات الحكومة ، وإن كان الاجتماع الأول قد فرض نفسه على المجتمعي بمناقشة  الاعتداء الاجرامي الجبان، فتمت الجلسة الأولى في يومنا هذا الخميس ٣١/ ديسمبر 2020 ، لتدارس تداعيات الاعتداء، وجميل جدا أن وضحت الحكومة في اجتماعها الأول نتائج التحقيق الأولي بعد ساعات قليلة من الاعتداء، وحددت الجهة المنفذة ومن الذي ساعدها في تنفيذ ذلك الاعتداء الأتم ...! ؛ والجميل والاروع ان الحكومة في رباط بالعاصمة المؤقتة عدن ولن تغادر العاصمة مهما كانت التحديات والتهديدات ..

إلا أنني في  الختام احب أن أنبه دولة رئيس الوزراء وحكومته ألا يستغرقهم هذا الاعتداء الجبان وينسيهم ما جاءت الحكومة من أجله، فلتجتمع كما كان مقررا ، لها ولتبدأ بمناقشة مسودة الخطط للوزارات ،وتعمل على إنجاز البرنامج الحكومي في اسرع وقت ممكن ،وانصحهم بالنسبة للحادث الاجرامي القيام بتشكيل اللجان الفنية الأمنية الضرورية لمعرفة المجرمين والدوافع والجهات الداعمة ورفعها لمجلس الأمن الدولي بمذكرة توضح لهم نتائج التحقيق وتطالب المجلس  باتخاذ قرار دولي يدين ايران كإرهاب "دولة" ،ويوصف ويصنف الحوثين كــــ "جماعة" إرهابية هذا في اعتقادي يكفي ..!؛

والحمد لله على سلامة الحكومة مرة أخرى، وشكرا لهم لما نرى فيهم من عزيمة وإصرار وشجاعة وإرادة حقيقية للنجاح ولخدمة الشعب اليمني كل الشعب اليمني..؛ أتمنى أن يكون الاعتداء بمطار عدن دافعا لكل القوى لتتناسى خلافاتها ولتتوحد وتلملم الصفوف والتوجه باتجاه عدو كل اليمنين حتى انهاء انقلابهم ،وأتمنى ان يكون العام المنتهي هو أخر احزان وشقاوة اليمنين ، وأن يأتي العام الجديد 2021 وكلنا أمل أن تكون الحكومة بمستوى التحدي وان تحقق للشعب اليمني في السنة الجديدة الامن والاستقرار وتعافي الاقتصاد واستعادة الدولة وانهاء الانقلاب ودفع رواتب الموظفين بانتظام.. نقول لهم وللقيادة الشرعية كل عام وأنتم بألف خير، وقبلهم ومن خلالهم نهني الشعب اليمني العظيم بحلول العام الجديد؛ والذي اتمنى له السعادة وتجاوز ما حلّ به من مشاكل وتمزق في نسيجه الوطني...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي