إذلال حوثي ممنهج لحلفائهم المشائخ

خلود الحلالي
الجمعة ، ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٠٧ صباحاً

سياسة فرّق تسد الشهيرة بدت كأنها اليوم كلمة السر لميليشيا الحوثي، في إطار محاولاتها إحكام قبضتها على القبائل وتطويعها، بعدما عملت على تغذية الصراعات والتناحر بين القبائل التي لا تنصاع إليها ولا تتفاعل في التحشيد للقتال معها في الجبهات، من خلال استحضار الخلافات القديمة وخلق عداوات جديدة بهدف إضعافها وضربها بعضها ببعض.

وسيظل مشهد السحل والتمثيل بجثة مجاهد قشيرة في محافظة عمران ماثلاً للعيان، ويذكر الأجيال اليمنية بالمثل القائل "جوزي جزاء سنمار". وقشيرة ليس سوى أحد العناصر التي أعدتها الجماعة لتكون ضمن أدواتها لقمع اليمنيين. وحين اشتد عوده، تخلصت منه بطريقتها من دون تصنّع أو تكلف. وقبل قشيرة، كانت جثة سلطان الوروري، الذي تقدم صفوف الحوثي نحو عدن وأبين على قارعة الطريق مجرداً من كل ما يمت للإنسانية بصلة. 

وقبلهما تخلصت الميليشيا نفسها من وكيلها الأول في المناطق الوسطى ومحافظة إب عبد القادر سفيان بافتعال مسرحية المواجهات بين مشرفيها على تقاسم النفوذ.

من ضمن الطرق والأساليب التي انتهجتها ميليشيا الحوثي في استهداف القبائل، أنها قامت بتهميش مشايخ القبائل الكبيرة والدفع بأشخاص آخرين ليس لهم وزن قبلي، لكنهم محسوبون عليها ويدينون بالولاء والطاعة لها. كما عملت على ترهيبهم من خلال كسر قوتهم وسلب مكانتهم واتهامهم تارة بـ "الخيانة" وتارة بـ "الارتزاق" لما يسمونه "العدوان الخارجي"، بالإضافة إلى تخويفهم وإرهابهم بالاعتقال والقتل ومصادرة أملاكهم أو تجريدهم وعزلهم من مناصبهم.

ولجأت جماعة الحوثي إلى شراء ولاءات بعض المشايخ بالمال أو المناصب أو ترقيتهم بالرتب العسكرية، ما أدى إلى حالة من الانقسامات داخل قبيلة حاشد، التي ينحدر منها أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لكي يسهل عليهم ضرب القبيلة والسيطرة عليها، وبث الفرقة بينهم. وهذا ما مكنها من تفجير منازل أولاد الأحمر وإحراق منازلهم ومزارعهم في عمران بعد سيطرتها على العصيمات رأس حاشد.

*اندبندنت عربية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي