بادئ ذي بدء أود أن أعزي أبناء الحبيبة عدن بتعيين العفاشي أحمد حامد لملس بعد الإتفاق عليه محافظاً لمحافظة عدن ، وأتمنى من الله تعالى أن لا يستمر طويلاً هذا المخلوق في هذه المكانة التي لا يستحقها إلا من كان أهلاً لها من أبناء عدن المغلوب على أمرهم ، فمعاناة أبناء عروسة اليمن لن يزيلها إلا من عاش المعاناة التي خَلَّفها لهم تتار القرية ، وأنا على يقين لن يستمر حتى وإن إلتزمت صانعة الإنتقالي ومليشياته في تطبيق بنود الإتفاق بحذافيره لا سيما أن الأمر يعود لها من جانب طرف الإنتقالي .
أما فيما يخص إتفاق الرياض 2 الذي توافقت عليه كل الأطراف الموقعة عليه في تنفيذه على أرض الواقع بعد سجال سياسي إستمر لشهور فإنني أرى أن الإنتقالي لم يحقق أي منجز سياسي للقضية الجنوبية وفي إستعادة دولة الجنوب كما كان يروج له ويقنع به قطيعه ، وخسارتهم السياسية تكمن بالآتي : لو عدنا للسابق إلى ما قبل إقالة الوزراء والمحافظين الذين أسست لهم تلك القوى مجلسهم الإنتقالي وأصبحوا تحت إمرتها سنجد أنهم كانوا يشغلون مناصب وزارية وإدارية للمحافظات الجنوبية أكثر مما جاء به إتفاق الرياض والذي منحهم أربع حقائب وزارية وإدارة محافظة عدن .
أما على صعيد خسارتهم الشعبية فهم الخاسر الأكبر في هذا الإتفاق وتكمن خسارتهم بفقدان غالبية مناصريهم الذين إكتشفوا أن هذا الكيان المسمى بالمجلس الإنتقالي كان يعدهم ويمنيهم بإستعادة دولة الجنوب من خلال شعاراته البراقة في هذا الشأن ، فمن يشاهد ويسمع سخط قطيع الإنتقالي سيلاحظ ذلك الغضب العارم في نفوسهم وسيلاحظ بأنهم فقدوا الثقة في جميع قيادات الإنتقالي ، وبأنهم إكتشفوا أن الإنتقالي كان يرسم لهؤلاء العطشى سراباً ويقنعهم بأنه ماءاً زلالاً .
أما الكاسبين ولو كان على الورق "الأمر متعلق بتنفيذ الإتفاق" فهم أولاً الشرعية وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي إكتسب شعبية عارمة من قـِبـَل غالبية مناصري الإنتقالي وتلك الفئة الصامتة التي كانت تمسك العصا من المنتصف ، ويأتي بعده العفافيش التابعين لتلك القوى صانعة الإنتقالي والتي تسعى جاهدة بأن يستلم إدارة عدن تابعين لها حتى تظمن بقاء العاصمة عدن كما هو الحال الذي سيتركه عليه تتار القرية ، وبمعنى آخر فبمجرد أن يُنَفَّذ إتفاق الرياض سيموت الإنتقالي تلقائياً وسيشيع جثمانة إلى أقرب مقبرة ولكن ستظل مليشياته متواجدة لحين الحاجة لها ، وأيضاً سأعود وأكرر ستتم هذه الأمور فيما إذا نُفِّذَ إتفاق الرياض لإنني لازلت أراهن على عدم تنفيذه .
المكسب الآخر أيضاً لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومكسبه هذا سيمكنه بالتخلص من عدة حقائب وزارية لا داعي لها خصوصاً في ظل أزمة معقدة كما هو حال أزمة اليمن والتي كان يتطلب لها أن تديرها حكومة مصغرة لتسيير الأعمال ، وبهكذا مكسب سيتخلص فخامته من عدة قيود أوجدتها المبادرة الخليجية وأعظمها تلك التي تتعلق بالمحاصصة الحزبية والتي كانت في حينها مرضاة لكل الأحزاب السياسية في اليمن .
هنا نأتي للكاسب التالي وهم إخوتنا في الشمال الذين كانت حقائبهم الوزارية قبل الإتفاق نوعاً ما أقل من الحقائب الوزارية مقارنة مع إخوتهم الجنوبيين ، فجاء لهم إتفاق الرياض بالعدل والإنصاف أن منحهم نصف الحقائب الوزارية في الحكومة اليمنية ، والفضل يعود لقيادات الإنتقالي أو على الأحرى لغباءهم لذلك على إخوتنا الشماليين أن يقدموا وافر وجزيل الشكر لهؤلاء الأغبياء المدعون بالفطنة والذكاء واللذين أقنعوا بهما قطيعهم السبهلل .
وأخيراً أقول لأبناء عدن لا تيأسوا ولا تحزنوا ولا تبتئسوا وأتركوا الأمر لفخامة الرئيس الداهية عبدربه منصور هادي فهو الوحيد الذي يشعر بمعاناتكم ومظالمكم ، وثقوا تماً بأن فخامته سيعيد لكم محافظتكم الخربة إلى أحظانكم وستديرونها بأنفسكم لتعيدوها عروسة المدائن كما كانت قبل أن يتوافد إليها تتار القرية ويخربها بأوامر من كان يريدها أن تكون عاصمة اليمن الخربة ، أما قطيع الإنتقالي فأقول لهم عزائي الكبير لكم أن أحلامكم في إستعادة الجنوب أصبحت سراب فلو حكمتوا عقولكم وإقتنعتوا بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار لأصبح الأمر مختلف ، فكل مظالمكم كانت حلولها في مخرجات الحوار ولكنكم أبيتم إلا أن تتبعون مرتزقة ولصوص باعوا لكم سمك عائماً في الماء .
-->