أحلقوا شنبي وذقني إن نُفِّذَ الإتفاق

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ٠٣ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٤٦ مساءً

 

     خلال اليومين الماضيين تداولت بعض المواقع خبر مفاده أن شخصيتين من أبناء عدن تم شبه الإتفاق على أحدهما بتعيينه محافظاً لمحافظة حسب ما جاء في إتفاق الرياض ، إلا أنني لم أصدق الخبر لعلمي علم اليقين بأن إتفاق الرياض لن ينفذ سلمياً بل بقوة السلاح وقد كان هذا رأيي منذُ التوقيع عليه ، والسبب  ليس لأن المليشيا لا عهد ولا مواثيق ولا ذمة ولا ضمير لها فحسب بل لأنني أدرك تماماً وغيري الكثير بأن المجلس الإنتقالي لا يمتلك قراره بل القرار الأول والأخير من جانب طرف الإنتقالي هو لدويلة الإمارات ، ولإدراكي أيضاً بأن دويلة الإمارات تسعى جاهدة وبكل إمكانياتها وعبر أدواتها لإفشال تنفيذ إتفاق الرياض ، فتنفيذ الإتفاق سيبدد كل أحلامها وتذهب كل مخططاتها التي تسعى لتحقيقها أدراج الرياح .

     بالنسبة للشرعية اليمنية وعلى الأخص فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي قد صبر وحلم وسعى جاهداً لتنفيذ إتفاق الرياض سلمياً وأثبت ذلك من خلال خطابه الأخير وإصدار أوامره للجيش الوطني بوقف العمليات العسكرية في أبين ، ونحن بهذا الصدد ننتظر من الشقيقة الكبرى خطواتها الأولية لتنفيذ إتفاق الرياض طالما وأنها هي الضامن الأول والأخير لتنفيذه ، ونحن نعلم جيداً بأنها لن تُحابي أي طرف وستسعى جاهدة على تحقيق المبتغى دون إنتقاص أو تجزئة أو إنتقاء أو تقديم أو تأخير لأي بند من بنود الإتفاق .

     لدي ملاحظتين في هذا الشأن فأولاً كان ينبغي أن يوضع سقف زمني لتنفيذ إتفاق الرياض من قبل أن يوقع عليه ، فترك الزمن مفتوحاً كان لصالح الطرف المتمرد وهو المجلس الإنتقالي ومليشياته ، مما أتاح له المماطلة والتسويف والتلاعب وإتخاذ قرارات من شأنها نسف الإتفاق كلياً وهذا ما حصل لا سيما بعد إعلان قرار الإدارة الذاتية ونهب الاموال من البنك المركزي والحاويات والتي بلغ حجم المبلغ المنهوب حوالي 90 مليار ريال ، ولا أدري إن كانت القيادة السياسية المعنية بتنفيذ إتفاق الرياض قد أخطأت مجدداً ولم تضع بعين الإعتبار سقف زمني لتنفيذ الإتفاق قبل خطاب فخامة رئيس الجمهورية أو لا ؟ فإن كان كذلك يعني أن الأمر خطير وسنعود للمربع الأول .

     الملاحظة الثانية هي أنه كان من الإنصاف لمحافظة عدن وأبنائها أن يتم إختيار المحافظ من قـِبـَل أبناء عدن .. كيف ذلك ؟ يتم إستدعاء نخبة أبناء عدن وصفوتها من وجاهات وشخصيات إجتماعية محترمة ومثقفين وإبلاغهم بإختيار شخصية يتفقوا عليها جميعاً لتنصيبه محافظاً لمحافظة عدن ، بمعنى أدق أن يُترك الأمر لأبناء عدن لإختيار من يروه مناسباً لإدارة محافظتهم المكلومة التي ذاق أبناؤها المر والمرار خلال  الخمس سنوات الأخيرة جراء غطرسة وعنجهية تتار القرية الذين عبثوا بها فأصبحت إمتداداً لقراهم .

     ترك الكرة في ملعب أبناء عدن لإختيار من يدير محافظتهم أولاً لإنصاف أبناء عدن ورد الإعتبار لهم كون محافظتهم الوحيدة المظلومة في اليمن التي لم يُدير إدارتها أحد أبنائها بخلاف باقي محافظات الجمهورية ، صحيح أنه تعين رمزين من رموزها في زمن مضي ولكن للأسف يا فرحة ما تمت فالأول طُرِدَ منها والآخر تمت تصفيته إغتيالاً ، ثانياً ليس من الإنصاف لأبناء عدن أن يكون لمليشيا إنقلابية رأي لإختيار محافظ لمحافظتهم الموجوعة ، ثالثاً إن كان للإنتقالي رأي فمعناها أننا أفسحنا المجال للإنتقالي بإطالة الخلاف حول تعيين شخصية لإدارة عدن ، وبذلك ستمتد الفترة الزمنية لتنفيذ إتفاق الرياض وسيكثر اللغط والمماحكة السياسية من قـِبـَل الأدوات الرخيصة لدويلة الإمارات "المجلس الإنتقالي ومليشياته" ، طبعاً كلامي هذا إن تم تنفيذ الإتفاق وإن نُفِّذَ الإتفاق تعالوا أحلقوا شنبي وذقني بقطعة زجاج .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي