كتائب الفاسدين 

محمد قشمر
الاربعاء ، ٢٢ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:٤٩ مساءً

استطاعت الحرب في اليمن خلال الخمس السنوات الماضية ان تجر على اليمن الكثير والكثير من الويلات التي ما زالت تتعاقب عليها ليلاً ونهارا.

وفي ظل استمرار الحرب والعبث الدولي بالقانون الدولي وحقوق الانسان وبالأرض اليمنية والانسان اليمني للأسف أٌنشأت امبراطوريات للفساد والفاسدين كانت هي الأداة الأقوى في تدمير الداخل اليمني بكل مقوماته . ورغم وجود قوى وطنية على الأرض والتي تمثل في الوقت الحالي حجر الزاوية في ما تبقى من وجود حقيقي لليمن سواءً الوجود الجغرافي القائم او الوجود الفكري، إلا أن التدمير الممنهج ما زال قائماً على قدمٍ وساق . نحن لم نكتشف ان الفاسدين في هذه الفترة الزمنية المبهمة من تاريخ اليمن، لأنهم أصلا لم يكونوا بعيداً عنا ولكن نكتشف دائماً ان عندهم القدرة العجيبة على التلون والتشكل بالأشكال المختلفة التي تلقى رواجاً عند صناع القرار الدولي الذي يسعى للإستفادة منهم قدر الاستطاعة في تدمير وتشطير وتكسير اليمن وقيمه المجتمعية بشكل كبير.

الان وفي هذه الفترة العصيبة اصبحت اليمن يمن الإيمان والحكمة يمن العروبة تزخر بالكثير من كتائب الفساد وكتائب المفسدين ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى الاقليمي والدولي ، والغريب في الأمر أن الأيدي اليمنية الماهرة في الفساد هي ذاتها التي تساعد كتائب الفساد المنظم الدولي في اليمن مقابل فتات الفتات .

انا اليوم في مقالي هذا أتحدث عن كتائب الفاسديين اليمنين الذي امتطوا صهوة الحرب ليحصدوا ما استطاعوا من مكاسب شخصية ضيقة يمكن ان تساعدهم على البقاء كأشباه بشر خارج حدود اليمن بعد انتهاء الحرب كون اليمن واليمنيين يجب أن يرفضوا بقاء تلك الكتائب التي انهكت اليمن وقت الحرب حين كانت في أمس الحاجة لهم كأبناء مخلصين . طبعاً هذا اذا كان الشعب اليمني ما زال يمتلك شيء من الحياة او الحرية والكرامة. اتت أمطار الخير والبركة في هذه الأيام لتبدي الكثير من تلك الكتائب السوداء التي كانت تتلحف بالعلم اليمني وتتخفى خلف المصطلحات الوطنية البراقة التي أصبحنا نشعر  بالغثيان عند سماعها .

عدن ، مـأرب ، صنعاء ، مدن يمنية أغرقتها سيول الأمطار وأغرقتها سيول الكذب والافتراء والفساد ، وما زالت تلك الكتائب في وقت الفاجعة التي حلت تتدعي حبها لليمن وتنادي بالغوث لإنقاذ الإنسان الذي دمرته الحرب ودمرته كتائب الفساد . ماذا قدم الانتقالي للاخوة في الجنوب غير معابر الموت وبارود الدمار وماذا قدمت الشرعية لتعز غير حصار فوق الحصار وماذا قدم الحوثيون لصنعاء غير الخراب والالم وماذا قدموا لمأرب غير العزلة والبقاء بعيون ترقب الخوف . حتى الشهداء لم يسلموا في قبورهم وهم يسمعون أنين أبنائهم وذويهم من فساد يطال حتى الموتى .  كل المساعدات تأتي لليمن وتنتهي ولم يشعر بها الكثير ، إلا أنها تبقى طاهرةً واضحة الملامح على وجوه المترفين من المسؤولين من كل الأطراف المتصارعة على السلطة وعلى القطيع ، وما زالت كتائب الفاسدين تترقب بلهفة ما يمكن أن يصل من مددٍ وصدقاتٍ لليمن لتنهبها أيديهم القوية على القتل والنهب المرتعشة في مواجهة الباطل. 

مازلنا في قاعٍ مظلم يزداد ظلاماً ، لأن كتائب الفاسدين الان هي من تستلم المال وتتحكم  بالسلاح وتصدر الأمر ببقاء اليمن تحت أقدام الآتٍ تعبد الأنا ولا تعترف بالوطن ولا الوطنية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي