عندما تغلف العنصرية بنص دستوري!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٠٥ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٣٩ مساءً

الان طلع امامي فيديو عن المستشارة الألمانية تتحدث عن اصولها و طلع جدها بولندي و بصراحة لم أعرف ذلك من قبل و لم يهم اي الماني ذلك و رجعت بذاكرتي الى ان الرئيس الامريكي ترامب ابوه الماني وامه بريطانية أو من اسكتلندا كما اذكر و لم يهم أحد من ابوه و امه او اصول زوجته, و الرئيس الفرنسي ساركوزي والده مجري, و رئيس الوزراء البريطاني ابوه تركي, و اوباما ابوه افريقي, و رئيس السلفادور ابوه مهاجر فلسطيني وامه فلسطينية, و هذا الاخير اي الاب المهاجر الفلسطيني, له حكاية غريبة حيث انه مسيحي و بنى اول جامع للمسلمين في السلفادور, و هو سبب في اسلام ٣ الف شخص برغم انه كان مسيحي و بسبب نعته انه مسلم اسلم في بلد لم يوجد الا هو كمسلم, و هناك في امريكا الجنوبية زعماء من اصول عربية و غيره .

رجعت بذاكرتي ايضا الى اصحابنا في الحوار الوطني عندما صوتوا و بقوة و عجرفة و لم يسمعوا لاحد و دون أن يفكروا للعنصرية. صوتوا و كأن اليمني المغترب خطر عليهم وزادو, ان المولدين من ام او اب غير يمني, او حاملين الجنسيات, او الجوازات الاجنبية بجانب اليمني, او المتزوجون باجنبية كانت عربية أو غيرها, هم مواطنين درجة ثانية - هذا تفسير ما طرحوه يومها- و إنتهت المعركة معنا وقتها بانتصارهم بنص قرار الحكم الرشيد رقم 45 , و الذي يشترط وجوب اشتمال الدستور على بند ينص على أن يكون المرشح لأي من المناصب العليا اي من مدير ادارة فما فوق من أبوين يمنيين ولا يكون متزوج أجنبية و لا يكون معه جنسية, و بذلك اغتالوا أهم أهداف الدولة المدنية, و الذي ينادى بالمواطنة المتساوية دون تمييز و يدفع فقط باشخاص منتجين و ذو كفاءة للمقدمة لخدمة واصلاح مؤسسات المجتمع.

وبذا صار فريق الحكم الرشيد وقتها يتبنى فكرة أن هناك مواطن كامل الحقوق و الواجبات و اخر منقوص الحقوق و كامل الواجبات، و كان هناك تفهم من الكثير الكثير لذلك, بحجة أن اليمني, الذي امه أجنبية او نصفه يمني او زوجته اجنبية عنده جينات خيانة و سوف يكون مرتزق, و الذي عنده جنسية سوف يسرب أسرار الدولة للدولة الأخرى، التي يحمل جنسيتها ولو كان مدير لإدارة فاشلة في دولة فاشلة. و فعلا إنما الأعمال بالنيات فها هي اليمن أوراقها و اسرارها و قرارها بيد الخارج و تحت البند السابع وها هم فريق الحكم الرشيد الذين اخترعوا تلك النصوص مشردون و يبحثون عن إقامات و جنسيات و أفضل طبقة مثقفة و متعلمة شابة أو غنية هربت من البلد وتركتها لهم نشوف شطارتهم فيها. و ها هم من في المشهد السياسي يعرضوا ليل ونهار ارتزاقهم للخارج دون ان يقبل منهم, و لم يمر وقت طويل الا وعرفنا ان ١٢٠٠ شخصية يمنية كانت تستلم مرتب من المملكة و هم قادة المجتمع و الدولة و هم من ابويين يمنيين و عرفنا ان كل من حضر مؤتمر الرياض كبير او صغير طوبر يستلم منهم مصاريف حق تعبه ما عدا شخص واحد فقط. و فعلا العنصرية مرض قذر يزيد قذارة عندما نجدها في ناس تصنف ابناء وطنها بحجج مختلفة و لأسباب جهل ولا يدركون أنهم يهدمون مجتمع.

نسيت اقول لكم ان ابناء المهاجرين في اوروبا صاروا وزراء وطموهم أن يكونوا في المقدمة وسوف يكونوا بعملهم وخططهم و نحن اخرجنا بمثل تلك الاقتراحات كنصوص دستورية امراضنا العنصرية كلها وتم القضاء على أفضل شريحة ممكن تحدث نهضة يمنية بمفهومها الشامل. اتذكر وقتها واحد منهم في الحوار الوطني يعلل و يقول خلونا نمرر هذا النص و بعد اقرار الدستور سوف نعدله و هذا أكثر واحد يفهم فيهم و الله الشاهد أنني هذا الشخص بهكذا طرح لن اشغله عندي حتى راعي غنم . اخيرا الدول مؤسسات تشبه الشركات التجارية لو كانوا يفهمون بمعني لو لقينا هنا في المانيا شخص مهم للدولة يتم تجنيسه بكامل الحقوق والمواطنة أي بعدها يمكنها يطمح ال ما يريد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي