ناقوس الخطر يدق أبواب مارب

د. عادل دشيلة
الاثنين ، ٢٠ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً

أعدّ الحوثيون خلال الأيام القليلة الماضية خطة متكاملة  للهجوم على قوات الشرعية في مارب والجوف ونهم من خلال ثلاثة محاور:

المحور الأول:

حاول الحوثيون قطع طريق الجوف- نهم- مارب من خلال الهجوم على  المفرق الذي يربط بين هذه المناطق وكان دخولهم من الجبال التي  بين جبهة الغيل شمالًا وجبهة نهم جنوبًا ونزلوا من هذه الجبال إلى  قرية براقش التاريخية وحاولوا قطع الطريق في الصفراء، لكن تصدى الجيش الوطني للحوثيين بسلاحه الشخصي وأفشل الخطة.

 

المحور  الثاني:

حاول الحوثيون قطع الطريق في جبل هيلان بعد نزولهم من الجبل الى منتصف الطريق وأرادوا من ذلك قطع الطرقات لمنع التعزيزات من الوصول إلى نهم حيث هجومهم الأصلي. لكن، لم تنجح الخطة حيث تم دحرهم  في هيلان والأخبار تؤكد بأن هناك أسرى كثير من الحوثيين في جبهة هيلان. 

المحور الثالث:

قام الحوثيون بعملية هجوم مباغتة ضد قوات الجيش في نهم وضحوا  بكثير من عناصرهم وخسروا المعركة وأخبار  مؤكدة تقول أن قتلاهم كثير.   ومن خلال هذه الخطط العسكرية يتضح أن الحركة الحوثية لديها مخطط متكامل وبدعم إقليمي وتواطؤ دولي؛ ويتمثل هذا المخطط  بالاستيلاء على مارب مهما كان الثمن لأن الحركة الحوثية تعرف أن السيطرة على صنعاء المحاصرة بالجبال ليس لها أي معنى بدون السيطرة على مارب والجوف حيث النفط والغاز.

ثانيًا: في حال سيطر الحوثي على مارب لا سمح الله معنى ذلك أنه سيبسط سيطرته على المناطق الشمالية ويثبّت دولته المزعومة، أمّا المناطق الجنوبية سوف تقرر مصيره،  والحوثي لن يمانع بأن يكون هناك دولة مستقلة في المحافظات الجنوبية أو أن يكون هناك إقليمين شمالي وجنوبي طالما وهو يسيطر على الإقليم الشمالي. لكن، هذا المخطط لن ينجح لو استمرت المعارك مائة عام... لن يقبل اليمنيون بحكم هذه العصابة القادمة من وحل الجهل وغبار التاريخ.

وبناءً على ما سبق، لابد من توحيد الجهود والاعتماد على النفس وموارد الدولة الذاتية لتسليح الجيش الوطني والتصدي لكل المؤامرات بعزيمة وإخلاص وعدم الاعتماد على التحالف العربي بعد أن ظهرت أهدافه  بطريقة بشعة. نعرف جيدًا أن السعودية تريد تأمين حدودها والاستيلاء على المهرة بينما تريد الإمارات فصل المناطق الجنوبية والاستيلاء على الجزر والموانئ. لذلك، لا يهتم التحالف العربي  بمستقبل مارب والشرعية اليمنية بشكل عام بقدر ما يهمه مصالحه، وأيضًا ضرب قوى سياسية يمنية معروفة. السؤال الأهم، هل ستبقى الشرعية اليمنية حبيسة في الرياض وتنتظر حبل المشنقة والنهاية  التي لا نريدها لها أم ستتحرك وتضرب بكل الإملاءات السعودية عرض الحائط وتلتئم بشعبها؟ أو ستنتظر حتى تحصل على إقامة دائمة تشبه إقامة أسرة الإمام البدر؟ نضع أيدينا على قلوبنا خوفًا على مارب فهي آخر حصون الجمهورية اليمنية، ونأمل أن يتحرك العقلاء قبل أن تغرق السفينة ويعود الجميع إلى عصر القطرنة. حفظ الله شعبنا اليمني من كل شر

الحجر الصحفي في زمن الحوثي