ايش معك في تعز!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠١:٤١ صباحاً

الفنان احمد قاسم كان كل ما يسافر من مطار عدن كل من العسكر و الموظفين يتفاخرون بالسلام عليه و هذا يسهل له اجراءات واخر يبتسم وهكذا, فيشعر انه بين اهله و انه نار على علم, لدرجة لم يصادف في سنوات عمره في المطار من لم يسعى اليه بالسلام و الترحيب, كما حدثني من يعرفه قبل سنوات, و مرة كان مسافر فحصل انقلاب و اظن احداث ٨٦ و عندما رجع مطار عدن التقى به اول عسكري تفتيش وكانت الدنيا قد تبدلت, فقال لاحمد قاسم من انت و ايش معك في عدن؟ فغضب الفنان و قال له انت تقول لي من انا, و ايش معك في عدن انت من و من اين اتيت لعدن و ايش معك في عدن؟ ذكرني بذلك منشور للاخ احمد غراب يوصف ايش معك في تعز. الموضوع محزن ان من يحاصر تعز هم منا يزيدون في معاناة الانسان اليمني وتحويل حياتيه الى اشكالية معقدة. اورد لكم ما وثقه الاخ احمد غراب و كيف عاش القصة. يقول الاخ احمد غراب في سرده:

".. لا اعرفه و لا يعرفني, مجرد راكبان فوق سيارة اجرة, كنت عائدا من اب بينما هو راجع من تعز ، الظلام مع صوت الاطارات مع فاصل موسيقي مزعج بين الفينة و الاخرى مع كل مطب في الطريق بدأ الرجل يتحدث كما لو انه استلقى على سرير طبيب نفسي و قرر التنفيس التلقائي: لما قرحت الحرب خرجت من تعز. امي قالت ما بتتركها حتى لو سقطت نيازك عليها بتظل فيها, و في كل مرة كنت اتصل فيها تظهر ان كل شئ على ما يرام و ما في شئ يستدعي قلقي و تطلب مني اهتم بنفسي . ومر الوقت اشتقت لها كثيرا و قررت انزل تعز ازورها، لم اتعب في حياتي في سفر كما تعبت هذه المرة مع الحصار.

الطريق اصبح اشبه بالمتاهة المفروضة. حسيت نفسي غريب و في كل نقطة اجد نفسي مضطرا لإثبات حسن نيتي و كأني غريب قادم من كوكب فضائي. وصلت الى امي بعد لفات و دوائر وطرق معقدة ومقطعة. و في طريق العودة كنت احمل في ذاكرتي الكثير من البؤس مما رأيته و قارنته بين تعز, التي اعرفها و تعز اليوم. كنت غارقا في بحر من الظلمات. و ما زاد من قهري رفض امي السفر, فعلاقتها بالمكان الذي عاشت فيه علاقة السمك بالبحر. و في غمرة تساؤلاتي تم ايقافي و احتجازي لساعات و كان ابرز سؤال: ايش معك في تعز؟

كل الالم اللي فات كوم و وجع هذا السؤال كوم لحاله : ايش معي في تعز ؟ مؤلم جدا لما حد يسألك السؤال اللي انت المفروض تسأله ؟ لم اجب على السؤال. يقال المشاعر القوية تلجأ الى الصمت و اجابتي لو سردتها ما تكفيها مجلدات. اكتفيت بالنظر ساخرا و التمتمة بلا مبالاة, ثم تم الافراج عني و سافرت و ما زلت اشعر بصوت مذياع لم يتوقف داخلي عن الاجابة على السؤال, ايش معي في تعز؟ معي امي و ابي و اهلي و اسرتي معي بيتي و مدينتي و قريتي معي ميلادي و طفولتي و شبابي و دراستي و مدرستي و جامعتي, معي ترابي و شجري و حقولي ، معي ذكرياتي و دمي و دموعي و ابتساماتي ، معي ما احكيه الف ليلة وليلة وما ينتهي ، بينما انتم جميعا لن تجدوا سطرا واحدا للاجابة على هذا السؤال, ايش معكم في تعز.."

هذا الوضع يجب ان ينتهي و بسرعة فليس هناك مستفيد من جعل حياة اليمني اشكالية معقدة على اوهام لن تتحقق. لذا الجميع يجب أن يكونوا الان اكثر عقلانية من قبل بعد كل هذه المعاناة, يكونوا جسور تصالح و بناء لنغلق ملف الحرب و ترك ثقافة القضاء على اليمني الاخر, كونه هو الوحيد الذي يقدر على ترميمك.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي