30 نوفمبر محطة لانطلاق اليمن الجديد

د. أحمد عتيق
الثلاثاء ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٣٩ مساءً

نقرأ الكلمات .. نعبر في ما بين الصفحات .. نتصفح الأوجه .. ونشاهد السلوكيات .. وكل مفصلة في هذه العبارة تُنبؤ عن متناقضَين ، أما العبارات والكلمات فتقول أنها مع الوحدة ،واستقرار البلد وأمنه ونهضته ، وأما السلوكيات فتخبر عن دلالات الخيانة والعمل المناقض لمصلحة الوطن ووحدته.

 


تجتمع هذه التناقضات في شخصٍ أو شخوص ، في حزب أو حركة أو طائفة ، وكلهم يُصر أنه مع الوطن وتنميته ، ولكن فعالهم تقول أنهم لابد أن يُتَهموا بالخيانة العظمى لأنهم يُفجرون الحرب ، يُهلكون الحرث والنسل ، يقطعون الطريق ، يفزعون النائم ، يضنون أنهم أصحاب الحقيقة ، وأن لا أحد قبلهم أو بعدهم يمتلكها.
ونحن نقول:


أنهم فقط من يعملون بحقيقة واحدة هي تدمير البلد اقتصاداً ، تنميةً ، اجتماعياً ،سياسياً عبر إقلاق السكينة العامة ، وخلخلة الأمن ، يدعمون مشاريع التجزئة كي يَعبروا بها إلى تبرير الحالة المماثلة ، والمناسبة لإعلان مشروعهم سواءً في الشمال أو في الجنوب ،مشروع موت اليمن الواحد لصالح مشاريع الحركة والطائفة وتحت مبررات سياسية مُغلفة تتمثل في تحقيق الشراكة ،واستعادة الحقوق ذات الإرث المُجزأ الذي قُضي عليه في الشمال في عام 1962 وعبر ثورة 26 سبتمبر وأنتهى أمره في الجنوب 30 نوفمبر 1967 بإعلان الاستقلال تأسيساً لمشروع الوطن الموحد الذي ذهبت من أجله التضحيات ، وتوحدت فيه الثقافات والطروحات منذ احتضان عدن للثوار ضد الإمامة والاستعمار، وخلق ثقافة إبداعية تمحورت في إذكاء الروح الوطنية ،ووحدة الأمة ، وعلى قاعدة العدالة والمواطنة المتساوية ، تحت ظِلال الوحدة والديموقراطية الذي تمثل في مشروع وثيقة العهد والاتفاق الذي ناقضه ،وناهضه ، وخونه أصحاب مشروع الفردية والاستبداد بتحالف بغيض لا علاقة له مطلقاً بمضمون الوحدة والوطن رغم رفعه لشعارات مؤيدة لذلك.

 


وها هو مشروع الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة يتجدد عبر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نؤكد إن صدقت النوايا ، وآزرت القوى السياسية والشعبية مخرجات هذا المؤتمر فإنه سيكون المشروع الناجز والناجع لعلاج مشكلات اليمن المزمنة ،لتنطلق بلدنا من جديد نحو مستقبل يُثبت جدارتها التاريخية بأحقيتها في المشاركة الفاعلة في رسم الخارطة الحضارية ،الوطنية ،الإقليمية ، والإنسانية الأممية.

 


إذاً فليكن الـ 30 من نوفمبر لهذا العام محطة انطلاق جديرة نحو لملمة الشمل ، وإعادة الحقوق ، واستعادة معاني الوحدة والديموقراطية ، بهدف وضع المداميك الصلبة لتأسيس دولة اليمن الجديد التي تكفل بحق مساهمة كل اليمنيين بواجبات عظيمة تحفظ استقرار الدولة ، وشراكتهم في الحقوق المتساوية عبر التوزيع العادل للسلطة والثروة بين كل المحافظات إلى كل المواطنين من دون تمييز بين كل منهم.

 

ولكن ما يحدث الآن يناقض كل أحلامنا ويعمل على إجهاض كل آمالنا. فالتآمرات في الشمال والجنوب لا هم لها إلا تمزيق الوطن الواحد وإعادته مباشرة إلى وحشية الإمامة ، و الاستعمار بصورة جديدة تعتمل فيها كل المغالطات التي من شأنها تزييف وعينا بتاريخ أمتنا اليمنية ، وبلدتنا الطيبة.


تباً لكل المتآمرين.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي