معركة الحسم وبدء العد التنازلي

وضاح اليمن عبدالقادر
الاثنين ، ٢٢ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١١:٥٤ مساءً
على ما يبدو بل صار في شبه المؤكد بدء مرحلة العد التنازلي للمليشيات الانقلابية في اليمن من جوانب عديدة وأهمها بدء نفاذ الاحتياطي النقدي في البنك المركزي اليمني والتصريحات لأكثر من مسئول واطلاق التحذيرات من قبل عدد من الخبراء  عدم قدرة الانقلابيين على صرف مرتبات الموظفين في ظل سيطرتهم على البنك المركزي اليمني منذ الانقلاب الذي قادته تلك المليشيات العام الماضي وصرفهم المخزون النقدي الاحتياطي في تمويل حربهم والفساد الكبير لما يسمونها لجانهم الرقابية الثورية التي مارست سطوتها على معظم الإيرادات المالية للدولة وكذلك الاستقطاعات الشهرية من رواتب الموظفين تحت مسمى دعم المجهود الحربي واتساع دائرة السوق السوداء التي خلفت مافيا فساد كبيرة ارتبطت بقيادات كبيرة للانقلابيين يضاف إلى رصيدهم السابق في عهد المخلوع علي صالح .
 
 
وبات من المؤكد اليوم اقتراب الحسم العسكري على أكثر من جبهة في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على أكثر من جبهة وأكثر من اتجاه حيث شارفت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من الوصول إلى معسكر الصمع التابع للحرس الجمهوري والذي يعتبر من أهم معسكرات الحرس الجمهوري وبالسيطرة عليه ستشهد قوات الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع انهيارات كاملة مما يعني وضع المخلوع وبقايا القوات المساندة له في وضع حرج جدا وهو ما سينعكس على وضع المليشيات نفسها والتي تماهت معها تشكيلات الحرس .
 
 
في المقابل الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في المنطقة الغربية والشمالية الغربية بسيطرته على ميناء ميدي وتحريره من المليشيات والذي كان بؤرة مهمة لتهريب الأسلحة وتضييق الحصار على الانقلابيين بالسيطرة أيضا على بعض المواقع والمساحات الجغرافية  في محافظة صعدة سواء من جهة الغرب أو من جهة الشرق في محافظة الجوف التي صارت معظمها في يد الجيش الوطني والمقاومة .
 
أما بالنسبة لمعركة تحرير تعز والتي تمثل الأهم ونقطة التحولات الكبيرة في ملف العمل العسكري بالنسبة للشرعية والتحالف العربي وفق بعد استراتيجي بدأت من خلال الاستفادة من تجربة المناطق المحررة في الجنوب وظهور بعض الاختلالات الأمنية الممثلة في الاغتيالات وظهور تحركات ما يسمى بالقاعدة وانصار الشريعة و داعش والذي هم في حقيقة الأمر الأذرع الساندة للمخلوع صالح والحوثي وعلى علاقة وطيدة بهم ، وبدأ التحالف العربي والشرعية بإدماج عدد من عناصر المقاومة الشعبية في قوام تشكيلة الجيش الوطني واستيعاب مجندين جدد وإعادة تدريبهم وتأهيلهم في قاعدة الجند العسكرية ليكونوا على استعداد للمشاركة في معركة التحرير وملئ الفراغ لما بعد التحرير لمنع تكرار الاختلالات والبدء في مرحلة الإعمار وما بعد الحرب وهي المعركة الكبيرة لليمنيين والتي تحتاج إلى إرادة حقيقية وجهود يمنية مخلصة في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به اليمن من قبل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والامارات وبقية دول الخليج العربي .
 
*الجزيرة السعودية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي