صندوق المالكي الاسود ، وحوثيو صعدة

موسى المقطري
السبت ، ٢٤ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ١١:١٢ مساءً

ما كشفه برنامج الصندوق الاسود في قناة الجزيرة عن نوري المالكي وممارساته القمعية بحق مخالفي مذهبه في العراق يضعنا امام تحدي جديد في تعاملنا مع عبد الملك الحوثي وجماعته في اليمن .

 

لقد كان المالكي بامتياز نكبة للعراق وللعراقيين باستحضاره للمشروع الطائفي ، وفرز المجتمع وفقا لهذا المعيار ، وبالتالي ادخل البلد في غضون حرب مفتوحة تعددت فيها الاطراف وتنازعت فيها المصالح ، واصبح العراقيون لاجئين في بقاع شتى بعد ان اجهز المشروع الطائفي للمالكي على العلماء والخبراء قتلا او سجنا او تشريدا .

 

ممارسات المالكي اتاحت ظهور تنظيمات مناوئة ذات افكار متشددة تغلي فيها روح الانتقام فزادت المشهد تعقيدا ، والازمة عمقا واشتعالاً .

 

حاليا يسير العراق إلى المجهول ويبحث مواطنوه عن الفرص للهجرة ومن بقى في بلده يبحث عن الكهرباء ! فيما تعد العراق مصدر عالمي للطاقة .

 

هذه نتيجة مشروع المالكي البائس في العراق وسنصل الى نفس النتيجة بسبب مشروع عبد الملك الحوثي وجماعته في اليمن لو سنحت لهم الفرصة للتمكن .

 

يتشابه المشروعان ولا يوجد ثمة فرقا واحد الا في المسميات واختلاف العمائم .

 

كلا المشروعين للمالكي والحوثي يعتمدان على المليشيات المسلحة ، ولا يألون جهدا في البطش بمعارضيهم ، كما أن ايران تعد الداعم الابرز وربما الاوحد لكلاهما .

 

في اليمن انتهجت مليشيات الحوثي نفس اسلوب المالكي وجماعته ، فحولوا الدولة الى عصابة ، والجيش الى مليشيات ، والوطن إلى سجن كبير  .

 

استحضر الإقليم هذا الخطر - ولو لم يكن هذا الاستشعار مبكرا - إلا أنه حتى الأن على الأقل كبح بعضا من جماح الحوثيين ، ووقف في وجه احلامهم في تحويل اليمن إلى عراق اخرى ، وجعل صعدة قُم ثانية .

 

ما ادركه الاقليم ويجب ان يظل حاضرا ان المشروع الايراني التوسعي لم يكن موجهاً الى دولة بذاتها ، بل هو ثورٌ هائج يريد المنطقة كلها ملعبا له ، ولابد من كبح جماحه .

 

على المستوى المحلي مالم يدركه الحوثيون  انهم قد شرخوا السلم الاجتماعي ، واعادوا استحضار الفتنة النائمة ، وسنحتاج بالتاكيد لعقود ليعود اليمنيون كما كانوا .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي