من هم الإرهابيون؟

محمد مقبل الحميري
الجمعة ، ١٦ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٥٦ مساءً
‏‫الارهاب والمسلمون والغرب :
 
 منذ ان أعلن الرئيس الامريكي الأسبق بوش الابن عن محاربة الارهاب وحتى الان لم يتم تعريف الارهاب ، ولكنه اصبح يتداول عرفا على ان الارهاب مرتبط ارتباطا وثيقا بالإسلام ، وأصبحت كلمة اسلام عند الحاقدين عليه مرادفة لكلمة ارهاب ، والأدهى والأمر ان المسلمين أصبحوا يتقبلون مثل هذه الاتهامات الخطيرة كمسلمات ، وكأن كل معتنقي الديانات الاخرى سواءً سماوية او وثنية مسالمون مظلومون ومعتدى عليهم من قبل المسلمين وهم دائماً في موقف الدفاع عن النفس ومعرضون في اي لحظة للقتل والتنكيل من قبل المسلمين ، وأنبرت أصوات بين بني جلدتنا يتحدثون عن الاسلام المعتدل وهم بهذا يقررون ان هناك اسلام إرهابي وإسلام معتدل.
 
ان المدقق والفاحص المنصف يجد ان ما يعانيه العالم الاسلامي من الارهاب أضعاف مضاعفة مما يعانيه كل بني البشر من غير المسلمين في العالم ، ويحد أيضاً ان من يقومون بهذه الجرائم جلهم تربوا في الغرب او موالين له مهما بدن شعاراتهم ضده ، كونهم يشرعون له للإمعان  في إذلال المسلمين واستباحة أراضيهم فبإسم محاربة الارهاب غزوا العراق وأفغانستان ظلما وعدوانا وبإسم محاربة الارهاب استباحوا اراضي المسلمين وثرواتهم وباسم محاربة الارهاب دمروا غزة وقضوا على مئات الآلاف من الشعب السوري والليبي واليمني والمصري ، بينما العربي في فلسطين يطرد من أرضه ويقتل ويشرد ولا فرق بين طفل وامرأة وشيخ وشاب ، ولا احد يتحدث ان هذا ارهاب رغم أنها تمثل الجريمة الاولى في هذا العصر بدون منازع ضد الانسانية ، ابادات جماعية للمسلمين في بورما ، وكما حصل في البوسنة والهرسك سابقا وفي نيجيريا وفي وفي الفلبين وفي معظم دول العالم ذات الأقلية المسلمة ولا احد يتحدث على انه ارهاب تقوم به جماعات باسم المسيحية او اليهودية كما في فلسطين ، وإذا تحدثوا عن هذه الجرائم لا ينسبوها الى الجانب الديني الدافع للمجرمين ، بينما اذا حصلت جريمة ممن يوصفون بأنهم مسلمون تروج لها كل وسائل العالم بأن الدافع لمرتكبيها الاسلام الإرهابي ، والإسلام والمسلمين من هذا براءً ، ولكن أعداء العرب والمسلمين يريدون إظهار الاسلام بهذه الصورة لأمور يرتبوها لنا سِراً وأمة العرب والمسلمين نيام ، ولو أمعنا النظر أيضاً لوجدنا ان اليهود والغرب هم المستفيدون من كل جريمة تحدث سواء في بلدانهم او في بلادنا العربية والإسلامية ، ويستفيدون أيضاً من كل فتنة تحث في بلاد العرب بل انهم وراء كل جريمة وفتة.
 
 
ولو عدنا للتاريخ لوجدنا الاسلام عبر تاريخه حافظ على اليهود والنصارى وعلى كل الطائف المخالفة للإسلام في كل البلدان التي وصل اليها ولم ترتكب اي تصفيات او جرائم جماعية باسم الدين ، وبالمقابل تجد معظم الجرائم الانسانية التي ارتكبت عبر التاريخ وحتى اليوم تجد ان وراءها اما يهود وأما نصارى ، ولأُثبتْ لكم ذلك بالدليل القاطع سأورد لكم بعض الأحداث الجسام التي ارتكبت من قبلهم ، وسأسردها على لسان طالب ألماني عندما سئل عن الارهاب والإسلام ، وجوابه اذا لم يتطابق مع الواقع فليس حجة ، ولكني أدعوكم لمطابقة كل اجابة على الواقع وعلى هذه الوقائع آلتي ذكرها ، لتستنتجوا بعدها من هم الإرهابيون ، ومن هم المفترى عليهم فإلى هذا الحوار الذي استخرجته من النت ووجدت انه يطابق الواقع :
 
‏‫في مدرسة بألمانيا أعجبني جواب طالب عندما سئل عن الإرهاب والإسلام فأجاب : 
 
من بدأ الحرب العالمية الأولى ؟ 
ليسوا المسلمين
 
 
 
من بدأ الحرب العالمية الثانية ؟
ليسوا المسلمين
 
من قتل حوالي 20 مليون من سكان أستراليا الأصليين ؟
 
ليسوا المسلمين
 
 
من ألقى القنابل النووية على نجازاكي وهورشيما في اليابان ؟
 
ليسوا المسلمين
 
من قتل حوالي أكثر من 100 مليون هندي أحمر في جنوب امريكا ؟
ليسوا المسلمين
 
 من قتل حوالي 50 مليون هندي أحمر في شمال امريكا ؟
 
ليسوا المسلمين
 
من قام بخطف أكثر من 180 مليون إفريقي كعبيد من أفريقيا مات منهم مانسبته 88% وتم القائهم في المحيطات ؟
 
ليسوا المسلمين 
ليسوا مسلمين !!!
 
 انتهى الحوار وسواءٌ كان هذا الحوار حقيقياً او افتراضيا ، فإن كل ماذكر فيه من جرائم فإنها حقيقية لا يستطيع احد إنكارها ، وكلها ارتكبها غير المسلمين من آباء من يدعون اليوم محاربة الارهاب ، ونحن كعرب ومسلمين ندين الارهاب والاعتداء على النفس البشرية بغض النظر عن دينها او لونها او اصلها ، وإسلامنا قد جعل قاتل النفس الواحدة كأنه قتل العالم اجمع ، ولذلك لابد ان يرفع المسلمون رؤوسهم ويرفضوا جملة وتفصيلا وصم الاسلام بالإرهاب ، ويطالبون بتعريف جامع مانع لكلمة ارهاب حتى لا تصبح هذه التهمة الظالمة سيفا مسلطا على بلاد المسلمين ودمائهم وثرواتهم ، فمتى يريد الغرب ابتزاز الثروة واستباحة الارض ما عليه الا ان يحرك خلاياه ويضرب الجماعات والطوائف الاسلامية بعضها ببعض من خلال عناصره المخترقة لها ، ويجب ان يرفض الجميع الازدواجية في التعامل ، فكلنا نحارب الارهاب ونرفضة ، ولكن المسلمين هم وحدهم من يدفعون الأثمان الباهظة نتيجة هذا الارهاب! 
 
فمن هم الإرهابيون إذن ، ومن هم المستفيدون من وراء الارهاب ؟ وهم رعاة الارهاب!!!! 
 
الإجابة على هذه الأسئلة لا تحتاج الى عبقرية وذكاء خارق!!!!
 
 وسنظل كمسلمين ندعوا الى التعايش ورفض الظلم والإرهاب بكل صوره وأشكاله، وهذا من صميم إسلامنا ، مهما كاد لنا الكائدون او مكر بنا الماكرون ، لان اساس ديننا الحب والتعايش والبناء والعمران ، وتقديم الخير لكل بني البشر ، وليس البغض ، والحقد والدمار ،(والله غالبٌ على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
الحجر الصحفي في زمن الحوثي