هذه حقيقة محاولة إغتيال الدكتور ياسين..!

عبدالكريم المدي
الاربعاء ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٦ صباحاً
مع كامل الاحترام للأستاذ/  ياسين سعيد نعمان ، نستطيع القول إن هذا الرجل أصبح يهذي بصورة رسمية ، هو وحزبه الذي جنى على اليمنيين في الشمال والجنوب الويلات والمآسي ، وتحوّل من مشروع وطني ، قومي ، يمني نبيل تبنّته الجبهة القومية، في الجنوب من أبناء الشطرين، إلى مشروع دكتاتوري يديرالصراعات والتآمرات ، وآلات قتل بالجملة ونصب للمشانق وحفر لسراديب وزنازن التعذيب للخصوم ، وتحوّل - أيضاً -  من اليسار المحترم إلى مجرّد بوق وحالة صوتية فارغة، ومُحلّل بغيظ لليمين الإخواني الفاسد ، يؤدي فروض الولاء والطاعة العمياء لمشائخ العصيمات وأرحب، ولشيخ مشائخهم  " موزة " بنت ناصرالمسند في الدوحة..
 
 
عفوا يا دكتور يا سين إذا قلتُ إنك ربّما قد صرتَ تخرّف وأنت تنقاد بهذه الصورة لتلك الأطراف  ولـ " البطانة "  من سدنة  الجهل  والفساد الجديد، وتقود ،حزبك - أيضا -  وأركانه إلى مستنقاعات آسنة لم تكن لتنقصكم أبدا ، سيما إنكم تعانون بصورة جلية من حقيقة إنعدام  الرؤية وغياب  القضية ، تُريدون الإنفصال وتخافون من مشانق الانتقام التي تنتظركم من الرفاق القدامى المطورين ، وتُريدون الوحدة  للربح ، وفي نفس الوقت المزايدة عليها خشية الانكشاف أمام الناس، وتُريدون الحوار بشروط الإنفصال ، والثورة بشروط الاقطاع ،والمعارضة بأدوات السلطة، بل قل وختومها  وشيكاتها في جيوبكم  ، يا إلهي لكم يحسُّ المرءبالشفقة تجاهكم حينما ينظر لكم وأنتم تتخبّطون في دوّامة لا نهاية لها ولا حاجة لكم بها، لا تعرفون ما تريدون ، ولا تريدون أن تعرفوا شيئا مما تريدون أو ماالذي ينقصكم ..
 
ولكم يشفق عليكم المرء حينما يجدكم تعيشون كل هذا الإفلاس الفكري والسياسي والجماهيري والأخلاقي ..تهرفون بما لا تعرفون غالبا .. وليس أدل على ذلك آخر تقليعة لكم والمتمثلة بالاتهام السخيف لمن اسميتموهم  بالنظام السابق والرئيس علي عبدالله صالح ،في محاولة اغتيال دكتوركم ، والتخطيط لذلك ..
 
بالله عليكم هذا كلام ناس عقلاء .تعالوا للمفيد ، أولا:  إن جئنا لمفردة النظام السابق وللتركيبة التي كانت تُمثّله فسوف نجد إن النظام السابق يتجسّد بصورة مباشرة، وباعترافه شخصيا خلال العام 2012 من خلال حوارا اجرته معه صحيفة الجمهورية الرسمية ، إنه من كان يحكم .. وأعني هنا اللواء الهارب / علي محسن ومعه بيت الأحمروالإصلاح والقمش وغيرهم .
 
ثانيا: إن جئنا لمسألة إتهام الرئيس علي عبدالله صالح ، رغم إنه اتهام بليد من جهة ،ومعروفة أبعاده وعناوينه وسيناريوهاته  من جهة ثانية، لكن لا يمنع هذا من أن نتحدث بحقيقة الواقع وما نعتقده عين الصواب،  ونُوضّح للبسطاء ومغلقيّ الحسّ من أتباع " الشيخ" الهارب  و" الرفيق " المحنّط، ودعونا نتساءل ما هي مصلحة رجل بحجم ومكانة علي عبدالله صالح ، وحزب بحجم ومكانة  المؤتمر الشعبي العام  من اغتيال الدكتور ياسين، وما هو الخطر الذي يمثله الدكتور وحتّى حزبه على المؤتمر ورئيسه وعلى حضورهما الطاغي وسط الجماهير ومكانتهما على مستوى الداخل والخارج؟
ومتى كان علي عبدالله صالح يصفّي خصومه بالاغتيالات التي ظلّت، منذ حركة الناصريين الانقلابية 1978 وبعدها حروب المناطق الوسطى 1980-  1982وصولا لما بعد إعادة تحقيق الوحدة الوطنية 1990-1994وما شهدته من اغتيالات ومحاولات اغتيالات ممنهجة ، كانت جميعها ماركة مسجّلة باسم " الإخوان " وميليشياتهم وأجنحتهم القبلية والعسكرية وخلاياهم وعناصرهم في الجيش والداخلية والاستخبارات والأمن السياسي  وغيرها ، وما العام 2011 وما حدث فيه من مخططات وتآمرات وممارسات وجرائم  من قِبل هوءلاء عنّا ببعيد.
يا جماعة خذوا المسألة بقليل من الاحترام لعقول الناس.. ودعونا نقول إن المنطق يؤكد بإن  وضع ومكانة  الاشتراكي والمشترك ( الإخوان ) صار يُرثى لهما ولم يعودا يستحقّان أن يفكّر بهما المرء أو يشعر مجرّد شعور بخطرهما السياسي عليه ومنافستهما له.
 
ثقوا إن  أحدث عضو انضم للمؤتمر الشعبي العام يوم أمس  وكذا أكثر عضو متطرّف فيه  للقيادة والحزب، لم ولن يفكّرا بإغتيال الدكتور ياسين أوهزّ مكانة الاشتراكي المهزوزة والمنهارة أصلا، فما بالكم أن يشغل نفسه ويمخمخ لاغتيال أمينه العام . وإذا كان هذا هو منطق  تفكيرالنموذجين السابقين من منتسبي المؤتمر ، قيسوا عليها -  إذن - منطق رئيسه الزعيم علي عبدالله صالح، وأركان التنظيم عموما.
 عزيزي الدكتور ياسين ومن غرّد من رفاقك مع هذه الفكرة اللعينة والتهمة المجنونة ( محاولة الاغتيال)  وما وسُكِب فوقها من بهارات ومكسّرات ومشهّيات ،ومغالطات معززة بعبارة ( عمليات رصد  استخباراتية )  من " اللي ما هلنيش " طبعا ..
 
 رجاء لا تنجرفوا بأنفسكم للآخر،ولا تستخفوا  بوعي الناس وتنقادوا خلف رغبات(  البطانة الجديدة) التي تشترك بها مع الحلفاء المعروفين منذ سنوات، الذين ما أرتبط بهم شخص إلا وخسر وندم  ، فلا تكونوا من أكثر الأطراف ، الممعنة في الخاسران بسببهم وآخر المتحولين لمغفّلين رسميين وأداوت صدئة لتنفيذ أجندةلا تمتلك أي قيمة أخلاقية، أو أي لحظة تاريخية لتحقيقها، فالوقت الأصلي والاضافي لمؤامرات وسياسات من هذا النوع قد إنتهى، والناس صاروا أكثرإدراكا لكذب وتذاكي من هذا القبيل ..
 
ومن باب ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين،  تذكّروا أنتم فقط ، أما غيركم من السواد الأعظم للشعب اليمني ،فذاكرتهم مُصحصحة وخلاياها تعمل بكامل طاقتها،تذكّروا إن الزعيم ، الذي لم يقطع يوما راتب أحد ،أويصادر ملكية أحد، أو ينفي أحد ، أويلاحق أحد ، أو يعذّب أحد، أو يخطف ابن أحد من خصومه، أو يتعدي على عِرض أحد من معارضيه  ، رغم نذالتهم ولؤمهم وبشاعتهم  في أحاين كثيرة، إلا إنه لم يفعل ، في الوقت الذي كان يمتلك  فيه  كل المقومات والإمكانيات ،وهو نفسه  اليوم علي عبدالله صالح -  يا عزيزي الدكتور -   الذي لم ولن يفكّر اليوم ولا غد،  حتى بمجرّد  عرقلة حركة سيارتك المدرعة في جولة كنتاكي أو الجامعة وتأخيرك لدقيقة واحدة من حضور اجتماعات " جلال"  ، أو"  اليدومي"  أومن تبقّى من  كتبة وأعضاء سكرتارية حميد المتخفيين، فكيف به أن يُخطط للقيام بمحاولة اغتيالك، اغتيالك الذي ليس له قيمة ، ولا معنى ، ولا طائل ، ولا مردرود يذكر.
القضية باختصار تقول إن وزراء البلاط ورؤساء الرئيس ومعهم عتاولة المشائخ والإصلاح والجنرالات الهاربين والمطرودين من حماية الشعب اليمني وما تبقّى من مطابخ وأذيال لهم ، هنا وهناك، يريدون بزفّة كهذه أن يخلطوا الأوراق ، لكن بنفس غبائهم المعهود ، مع زيادة في إنه قد أضيف له ما يشبه سُعار الكلاب وجنون البقر الذي احدثته عملية وطريقة الطرد والإذلال التي حدثت لهم وتدخلت فيها عدالة السماء بسبب الذنوب والكبائر والجرائم التي ارتكبوها خلال العقود الماضية ويعلم الله إننا لا نتشفي بل سبق وأن أعلنا رفضنا لها .
 
 المهم  هولاء وما يعانونه اليوم من هستيريا وحالات صرع ، لسان حالهم ، يقول"  ليش إلا إحنا " ..لتدفعهم هذه  الحماقة من جديد للرّمي بهذه الورقة من خلال توريط  أحد الحُلفاء في خوض مثل هكذا عمليات استشهادية وهمية ، من تلك الأنواع والخطط التي كانوا يقومون بها أيام شارع الجامعة  السوداء عام 2011 حينما كانوا يرشّون الضحايا المزيفين أمام عدستيّ  " سهيل " / البسوس و " الجزيرة  "  / هند بنت عتبه .. بمادة الفنتو الحمراء وغيرها من عُلب الرنج التي استخدموها لخدمة الكذب وتشكيل لوحة الضحايا الجنائزية  المطلوبة ..معتقدين إنهم  اليوم سيقلقون مضاجع " صالح " وأركان حزبه ومناصريه ، ويحركون العالم الذي لم يعد بيده ما يقوم به أو يتحرك وفقه ، فآخر طلقاته ( الفشنك ) قد اُطلقت يوم أعلن العقوبات التافهة ...
وبناء عليه بقدرما نشفق عليكم على الحالة المزرية التي وصلتم لها ، بقدرما نؤكد لكم  إن هذه بهذلة  وبله ما بعده بله ..وإمعان في السقوط والتزييف والتعرّي ..
يا رحمتاااااااه بس .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي