إلى الرئيس السابق: " من يخرج من السلطة لا يعود"

عارف الدوش
الثلاثاء ، ١٧ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١١:٠١ صباحاً

 «في اليمن من يخرج من السلطة بأي شكل من الأشكال بالقوّة أو بالرضا، بثورة مسلّحة أو شعبية سلمية لا يعود أو بانقلاب عسكري دموي أو بحركة بيضاء سلمية لا يعود، والتاريخ كفيل بتعليم من يتذاكون أو يحاولون الفهلوة؛ ليتهم يدركون هذه الحقيقية قبل فوات الأوان».

 

 قالها الرئيس السابق، وأنا لا أحبّذ قول وكتابة «المخلوع» مع أن ثورة أو مبادرة خلعته؛ لا فرق هو من قال يوماً ما وهو يرد على نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي وضع نفسه في موقع صغير عندما أعلن الانفصال وهرب إلى عُمان؛ يومها قال الرئيس صالح وهو في عز مجده بعد انتصاره على البيض وأباح المحافظات الجنوبية فيداً وغنائم له ولأصحابه: “في اليمن من يخرج من السلطة والحكم؛ لا يعود إليهما”.

 

وهاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم ويعيد نفس المقولة؛ ولكن هذه المرّة تُقال للرئيس السابق علي عبدالله صالح نفسه، نعيد له مقولته للبيض: «في اليمن من خرج من السلطة والحكم لا يعود إليهما».

 

 ويتذكّر بكل تأكيد الرئيس السابق وكل اليمنيين المتابعين للشأن السياسي أن نظام الإمامة بعد موت الإمام أحمد في 19 سبتمبر 1962م حاول من في الحكم تنصيب ابنه محمد البدر؛ فقامت ثورة سبتمبر فوراً واقتلعت نظام الإمامة من الجذور.

 

وليتذكّر الرئيس السابق صالح وكل اليمنيين أن القاضي عبدالرحمن الإرياني، رئيس المجلس الجمهوري خرج من الحكم بحركة تصحيحية بيضاء مكرّماً معزّزاً وودّعه من قام بحركة 13 يونيو 74م المقدّم إبراهيم الحمدي، وشملت الحركة إخراج كل قادة مراكز القوى بمن فيهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وكبار العسكريين والمشائخ من السلطة والحكم، ومن قاوم لحقه الأذى وطُرد من صنعاء.

 

وليتذكّر الرئيس السابق صالح وكل اليمنيين أن هناك من تم إخراجهم من الحكم والسلطة بالقوة والحديد والنار وهم كثير بدءاً من الإمام البدر الذي نصّب نفسه بعد وفاة والده الإمام أحمد ومن بعده خرج كثيرون بقوة السلاح ومنهم من فقد حياته والقائمة طويلة “من عبدالرقيب عبدالوهاب ورفاقه في السبعين إلى سالمين ورفاقه في الجنوب إلى الغشمي في الشمال إلى ...إلخ”.

 

 وليتذكّر الرئيس السابق صالح وكل اليمنيين أن من خرجوا من السلطة أو أخرجوا مكرهين وقبلوا الرحيل من البلاد أو رحّلوا إما عاشوا مشرّدين في بلدان أخرى أو أنهم عادوا ولكن بشروط عدم المزاحمة في الحكم، والرئيس السابق هو من اشترط عدم المزاحمة في الحكم على من يريدون العودة؛ أعتقد الجميع يتذكّر ذلك، ورحم الله المشير الرئيس السلال وأسكنه فسيح جنّاته “وفي فمي ماء”.

 

فالقاضي الإرياني ـ رحمه الله ـ خرج بوداع رسمي كبير من مطار تعز؛ وكان على رأس مودّعيه قائد حركة 13 يونيو التصحيحية التي قامت ضد الإرياني، والمشير السلال غادر مطار الحديدة إلى بغداد بوداع رسمي، والفريق العمري بعد قصة «تلفون الحرازي» عاش منفياً في القاهرة، وغيره النعمان عاش مشرّداً منفياً اختيارياً بعد اغتيال ابنه النابغة “ الغوبة” محمد أحمد نعمان في بيروت “في اليمن الذي يخرج من الحكم والسلطة لا يعود إليهما” وأضيف عليها: «لا هو ولا أحد أولاده»..!!.

 

 ونتمنّى أن يخرج الرئيس السابق من البلاد معزّزاً مكرّماً وقد منحته المبادرة الخليجية حصانة كاملة نتمنّى أن يستغلّها استغلالاً جيداً، والمزاحمة على السلطة ستؤدّي إلى قلب الطاولة عليه؛ وسيتخلّى عنه من يزيّنون له الأمور، فالرئيس عبدربه منصور هادي وهو وحده مع المؤسسات من يحكم، ولا يصلح للبلاد رئيسان ولا يصلح “سيفان في غمد واحد”.

 

 ألست أنت أيها الرئيس السابق من ظللت تردّد بعد الوحدة ضد نائبك وهو نائبك البيض: “لا يصلح أن يكون هناك سيفان في غمد واحد” وفجّرت حرباً لتصبح أنت السيف الوحيد في غمد اليمن كلها..؟!.

 

وأخيراً: بعد أن أخرجت المبادرة الخليجية وآليّتها التنفيذية الرئيس علي عبدالله صالح من الحكم والسلطة، وأصبح «الرئيس السابق» وسلّم علم البلاد بيده إلى الرئيس المُنتخب بعده عبدربه منصور هادي؛ هل يختار الرئيس السابق الخروج من البلاد، وبأي طريقة سيخرج..؟!!. لأنه لا يصحّ إلا الصحيح بعد أن أصبح «رئيساً سابقاً» عليه أن يخلد إلى الراحة، يكتب مذكّراته ويتنعّم بأمواله ويربّي أحفاده، نتمنّى أن يختار الرئيس السابق الخروج من البلاد بطريقة هادئة، و«ربنا يجيب العواقب سليمة».

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي