وثيقة المندوب السامي جمال بن عمر.. الكعكة المسمومة

مصطفى راجح
الاربعاء ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:١٢ مساءً
 
إذا كانت الأمور ستمضي كذلك؛ لماذا أرهقونا عامين كاملين ؛ كان بن عمر يخرج الوثيقة ‏من جيبه في ديسمبر قبل الماضي في 2011 ويجنبون اليمن كل هذه المآسي طوال عامين ‏من اغتيالات وتفجيرات وهبات وخبطات وموتورات وتشظيات ومذهبيات.‏
 
وثيقة المندوب السامي بن عمر دليل إدانة كاملة لنخبة سياسية هي والحثالة في قاع واحد. ‏نخبة سياسية تقود اليمن نحو الهاوية بكل احتمالاتها من ؛ التفتت والحرب الأهلية ؛ وما بينهما ‏من موبقات وأهوال.‏
 
‏**‏
المشكلة الان لم تعد محصورة في فزورة ؛ إقليمين أو ستة ؛ بل تجاوزتها الى " الكعكة ‏المسمومة " التي قدمها المندوب السامي بن عمر لليمنيين بتعبير الصديق خالد الرويشان.‏
 
الحفرة الكبيرة هي وثيقة الأنابيب المخصبة في معمل مشبوه واجهته جمال بن عمر. وثيقة ‏لا علاقة لها باليمن. وثيقة لا تنسف فقط مرجعية المرحلة الانتقالية ؛ المبادرة الخليجية واليتها ‏المزمنة ؛ وانما تسلم اليمن للوصاية الدولية الكاملة عبر الحاكم الأممي جمال بن عمر ؛ الذي ‏تعاطى مع اليمن كبلد مهزوم أمام "الحلفاء" وذهب يستلهم وقاحة "المنتصر" ليقرر مصير ‏اليمن نيابة عن شعبها وكل قواها السياسية وفعالياتها المجتمعية.‏
 
نخبة الوهم السياسية الحزبية حصروا النقاش في القشور ؛ الإقليمين أم الستة!!؟
ونسوا أو تعمدوا النقاش حول المضمون والتفاصيل التي تتضمنها صيغة الإقليمين أو الستة ‏أو العشرة. قد يكون ذلك تقصيرا وغباء. وقد يكون مؤشرا الى "متواطئين" يعلمون منذ صفارة ‏البداية نوع الوثيقة المخبأة في شنطة المبعوث الأممي؛ ويتنافسون على تعظيم مكاسبهم كنخب ‏محاصصة حزبية تتطلع لتوسيع المحاصصة من الوزارات والوظيفة العامة الى الأقاليم؛ ضمن ‏سياق المسار الذي تحدده ؛ والذي يظهر على شاكلة خلافات في ليلة ذبح اليمن في دار ‏الرئاسة!!‏
 
‏**‏
لم تنفع خطة الاستنزاف والإنهاك القاسية طوال عامين ضد الشعب اليمني.‏
لذلك : لطموا اليمن بالعرضي... وزبطوها بحضرموت وكتفوها بالحرب الطائفية بصعدة ‏وعمران.. وخدروها برئيس مشلول ورئيس حكومة بكّاء ووزير داخلية سافئ وأحزاب تتسابق ‏في ميدان المحاصصة وأهانوها بنخبة الاحزاب المجوفة... كل ذلك لكي : يفتحوا ثقباً واسعاً ‏لمرور وثيقة المندوب السامي جمال بن عمر.‏
الحجر الصحفي في زمن الحوثي