بن حبريش وتحالف القبائل : مع اليمن الاتحادي، نحو مشروع وطني متزن في الاقليم الشرقي
شهدت حضرموت تجمعًا شعبيًا مهيبًا، خالف توقعات من راهنوا على فشل دعوة الشيخ عمرو بن حبريش وتحالف قبائل حضرموت. لم يكن فيها اللقاء استعراضًا بل كان بمثابة لحظة فاصلة، لحظة وعي سياسي ناضج، اراد فيها ابناء حضرموت أن يُعبّروا عن انفسهم كما هم لا كما يُراد لهم أن يكونوا بعد سنوات من التهميش وتجاهل المطالب، بعد ان طالما تَحدّث باسمهم من نصّبوا انفسهم اوصياء عليهم، مؤكدين بأنهم في قلب المعادلة الوطنية، شركاء لا تابعين وانهم اصحاب حق لا أصحاب منّة.
تحالف قبائل حضرموت، الذي خرج من رحم الأرض ومطالب الناس، لم يطرح مشروعًا عبثيًا، بل رؤية واقعية تتلخص في ادارة عادلة للموارد، وتمثيل سياسي حقيقي، وبناء مؤسسات أمنية ترتبط بالمجتمع المحلي، وكل ذلك في إطار اليمن الاتحادي العادل الذي يضمن التوازن والشراكة.
ورغم وضوح هذا الخطاب، إلا أن التحالف واجه حملة من الانتقادات، مصدرها اطراف ترى في اي مشروع وطني متزن تهديدًا لمواقع نفوذها، وخصوصًا من اعتادوا أن يقدموا أنفسهم وكلاء حصريين دون تفويض شعبي حقيقي.
في المقابل، ادار الشيخ عمرو بن حبريش هذه المرحلة بحكمة وتوازن، جامعًا بين الرمزية القبلية والرؤية السياسية، ورافضًا الانجرار نحو التصعيد او التبعية. بل وجّه رسالة هادئة مفادها ان حضرموت لا تبحث عن صدام، بل عن شراكة عادلة، تحفظ كرامة أبنائها وتضعهم في مكانهم الطبيعي ضمن معادلة الوطن.
ان ما يحدث اليوم في حضرموت ليس موجة عابرة، انها بداية مسار جديد، يُعيد تعريف حضرموت و الجنوب من داخل مجتمعاته لا من خارجها، ويؤسس لصوت حضرمي مسؤول، يرى الأمور بأفق بعيد المدى، في الاستقرار طريقًا، وفي الشراكة خيارًا، وفي الوطن مساحة للجميع.
-->