أحد اخطر الأمور على الصحة العامة هي تقلب الأجواء. وهذه العقد يؤكد الخبراء اننا مقدمون على أسوء العقود تقلبًا وتطرفًا. حيث اعلن العلماء في بداية العقد الحالي دخول الأرض عصر الإحتباس الحراري. أي أن الهم البيئي الذي ارق العلماء وعقدت من اجله مئات أن لم تكن آلاف المؤتمرات في السنوات الأخيرة نرى تأثيره بشكل ملموس حاليًا. وهذا تمثل في جملة من الأعاصير والفيضانات وحرائق الأمزون رئة الأرض وغيرها من الكوارث البيئية.
منذ ثلاث سنوات وبتجربة شخصيًا لاحظت تغير ملموس ولافت لزيادة درجة الحرارة في الصيف وضراوة البرد في الشتاء حتى في تلك الأمكنه التي تعودنا على مناخها المعتدل.
وحاليًا ومنذ قرابة الأربعة أيام اعاني من برودة وأنا في عدن المدينة الساحلية المعروفها بمناخها الحار
لم يكن شتاء عدن بهذه البرودة قط
هذه السنة شهدت عدن مناخ متطرف جدا. حارًا وبرودة!
الحقيقة لم أكتب المقال لأسرد حقائق علمية أو اعطي القارئ تقرير مفصل عن تقلبات الطقس. في الحقيقة أريد أن التحدث عن شيء لم اسمع أو اقرأ من أحد يتحدث عنه: المرض والعطش ايهما مثل أهمية استراتيجية للدول على مر التأريخ؟
لنود من حيث كنا.
منذ اربعة أيام من المرض لم يبدر مني من شيء سوى محاولات يائسة للشفاء. وأنا استغرب كوني ارتجف بردًا في مدينة هي الأشد حرًا!
ولكن في المقابل استصعب علي الحصول على ماء لقرابة الخمس ساعات الشيء الذي جعلني اخوض عدة معارك واعية وأنا صاحيًا ونائمًا من أجل الماء.
تخيلت وحلمت وتمنيت.. الماء تسبب على مدار التأريخ حروب دموية من أجل توفيره وحمايته. يشكل الماء حاليا أمن قومي لا يمكن التفريط والمهادنه فيه..
كتب التأريخ تخبرنا أن اخطر واكثر الحروب ضراوة ودموية هي تلك التي كانت الموارد سببها
الموارد أي الماء والطعام
بينما المرض الذي كتبت هذا المقال وأنا اعاني منه لم يكن بتلك الأهمية. بل تخبرنا بعض كتب التأريخ بأنه كان يتم التخلص من اؤلئك الذين لا يمكنهم النجاة أو مقاومة الأمراض أو اولئك الذين لا أمل في شفائهم.
لم اقرأ أبدًا عن جهود أو محاولات لعلاج الأمراض. فقط في العصور الحديثة. قبل ذلك كانت جهود فردية من اطباء وعلماء لا جهود منظمة خلفها دول وملوك.. كما هو الحال في الحروب من أجل الموارد.
مقالي هنا محاولة لفتح الباب التفكير والنقاش. لست ذو خبرة أو لدي مؤهل علمي يسمح لي بتقديم الحلول أو التوصيات.
غير آني -إلى جانب فتح المجال- اعبر عما عايشته ولمسته. المرض رغم خطورته وانتهائه في اوقات كثيرة إلى الهلاك. الا أن العطش لا يمكن احتماله أبدًا. المرض قد يحتمله المرء لسنوات. بينما العطش ثلاث أيام هي أقصى امدة لتحمل الحرمان من أحد اهم اركان الحياة: الماء.
وهنا اختم بتساؤل:
هل هناك من دراسات وابحاث تناولت صلب موضوعنا الحيوي الهام في مراكز الدراسات والأبحاث اليمنية سواءً الحكومية أو الخاصة؟
-->