في هذه الأثناء ومع تدهور اسعار الصرف وتهاوي الريال اليمني وما ينتج عن ذلك من تفاقم في مشاكل عديدة وفي كافة مناحي الحياة. أتذكر حديثي مع أستاذي العزيز الذي لا يمكنني الإفصاح عن اسمه لتواجده في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي. كنا نتحدث أنا وهو عن ما نلمسه من تعنت وتسلط وكهنوت المليشيا. كنا نلحظ ونوثق وبشكل شبه يومي لما تقوم به من انتهاكات وتعديات واعتدائات على الحريات والحقوق والحياة العامة وخنق العامة وهم في ظل حياة معيشية سيئة جدا ومتردية ومضمحله وبشكل زائد ومستمر. غياب تام لكافة الإحتياجات الأساسية والضرورية. تسائلنا عن صمت الناس وتغاضيهم عما يحدث لهم. الجميع متضرر ويعاني.. يومها اشار الى شيء هام: اخبرني عن غياب البديل.
تحدثنا بالمقابل عن ما يحدث في مناطق سيطرة مجلس الرئاسة وما تعيشة من حالة من الإنقسام والتشضي والتناحر وغياب التنسيق والتلاحم. عن حالة الفساد وغياب الأمن والأمان..
المواطنين واقعون بين فكي كماشة. لا طرف جيد. هناك فقط أفضل السيئين لا أكثر.
كان حوار دافء ومليء بالتفاصيل والإستنتاجات. يومها وصلنا الى سبب عدم ارتقاء الثورة الشعبية ضد الكهنوت لغياب القيادة الوطنية النزيهه. والى عدم تسليط الضوء على الظلم والضيم الى جانب جرائم الحرب والإعتداء على الحياة العامة وجمع الجبايات بالقوة والإكراه خلافًا للقانون والدستور اليمني.
وبالرغم من نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن وحالة الحصار الا ان بنك صنعاء وحكومة صنعاء التابعين لمليشيا الحوثي اثبتا قدرتهم وحنكتهم في ثبات العملة اليمنية القديمة أمام بقية العملات الأجنبية.
كل يوم يثبت لي الإعلام الوطني انه أقل تأثير وحرفية عن اعلام الحوثيين وان غاب عنهم المهنية والمصداقية.
رغم فارق الإمكانيات والأجهزة والتجهيزات والمعدات..
شيء يدعوا للتساؤل والإستغراب ويحث لمحاولة ايجاد اجوبة
هنا اختم بتساؤل اتمنى ان أجد من يجبني عليه:
هل من حل يحوم في الأفق يمكن أن يمثل بارقة أمل لليمنيين في ظل غياب تام للدور الحكومي والوطني؟
-->