المعدة الثقيلة التي ترونها أمامكم كانت لنا بمثابة المارد الذي يحيل كل صعب أمامنا إلى رماد.
المعدة الثقيلة هذه كانت ركنا ً أساسيا ً في تحقيق حلم أهالي المنطقة الذي تبنته مؤسسة خطوات للتنمية الإنسانية، ألا وهو شق طريق حصان صيد الموسطة - عزلة العارضة، مديرية صبر الموادم.
المعدة الثقيلة هذه لم تكن مجرد آلة، بل كانت نبضنا الذي يتسارع نحو تحقيق الحلم، وكانت بالنسبة للأهالي الأهل والسند والولد، يحزنون إن أصابها مكروه ، يسهرون بجوارها إن أصابها تلف ، يتعهدونها بالرعاية والاهتمام ، صرت أحبها كحب الأهالي للنور والفرج والانعتاق من المعانات التي جثمت على قلوبهم العمر كله ، صرنا جميعا ً ، نبني عليها الآمال العراض، تخفق قلوبنا خوفا ً إن تعطلت، أو أصابها عطب، نبحث عن قطع الغيار طولا ً وعرضا وشرقا وغربا ً ضربا ً في الأرض ، كل ذلك كي لا تتوقف ، تتراقص قلوبنا فرحا كلما استعادت المعدة عافيتها لتستأنف العمل من جديد بعد كل عطب ، وتوقف. نعشقها كعشقنا للحياة والأمل، والتحدي، نحب زمجرتها والتهامها لتلك الصخور العنيدة التي في طريقها، نكره مفردات الجمود والتوقف، كل ذلك لنبقى موصولين نقترب من تحقيق الحلم رويدا ً رويداً ، حلم الأطفال والنساء والشباب والشيوخ أهالي
تلك المنطقة وتحديدا ً حلم أربع قرى مستفيدة من هذه الطريق التي ينتظرون الأهالي استكمالها بفارغ الصبر
للأسف الأعمال الخيرية والإنسانية التي هي مدنية ولصالح المواطنين، صارت مستهدفة من قبل مليشيا الإجرام الحوثية، ففي نهاية الأسبوع المنصرم 27 نوفمبر، مليشيا الإجرام الحوثية استهدفت المعدة الثقيلة بواسطة طائرة مسيرة ضربت المعدة الثقيلة بمقذوفات متفجرة أثناء عملها في شق طريق حصان صيد الموسطة، أدت إلى إصابة خزان الديزل وثلاثة بيبات التي يمر عبرها زيت الهيدروليك. وكالعادة قام المهندس بإصلاح ذلك العطب، لتستأنف العمل بتاريخ 29 نوفمبر،إلا أن المليشيات الحوثية الخبيثة، عادوت الاستهداف بمقذوف جوي من طائرة مسيرة أدى إلى تفجير غطاء الماكينة مع الإجزاز وانتشار الشظايا عموديا ً على الماكينة وأفقيا ً حول الماكينة وخزان الماءوالبيبات الموصلة إليه. الجدير بالذكر أن هذا الإستهداف ليس الأول وإنما هي سلسلة من الأستهداف المتكرر منذ بداية العمل في شق الطريق.
فلماذا يا حثالة البشر تستهدفون الأعمال الإنسانية؟
-->