تتميز العلاقة السعودية – اليمنية بقوة الروابط الأسرية والأخوية بين الشعبين الشقيقين وتماسكهما وتظافرهما بعكس الشعوب الأخرى التي دائماً ما تتخلل علاقتها اختلاف في كثير من الجوانب ومنها الدم والنسب واللغة وحتى على مستوى الأكلات والتقاليد.
تمثل هذه العلاقة الأخوية القوية بين المملكة واليمن أرضية صلبة لشراكة دائمة ومستمرة يدونها التاريخ بانصع صورها عبر الأجيال القادمة بعد أن اختلطت دماء الشعبين في معركتهم المقدس ضد الجهل والخرافة والإرهاب القادم من قم والذي يهدد كينونات مجتمعنا ويهدف لتحويل منطقتنا إلى بؤرة صراع لا نهاية له، كل هذه الأحداث يجب أن تكون مصدر إلهام للأجيال القادمة وتدرس في كل المدارس اليمنية بما يعزز روح الاخاء بين ابنائنا ويحصنهم من مخاطر عصابة الولاية والدمار.
يعتقد منفذ الهجوم الإرهابي الجبان والآثم ومن يقف خلفه، على إخواننا من القوات السعودية البطلة التي كانت تقدم الدعم والإسناد للجيش والأمن اليمني في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت أن جريمتهم يمكن السكوت عنها أو أنها ستسبب في إيجاد شرخ كبير في العلاقة بين اليمن والسعودية خصوصاً وأن الهجوم اعقبه حملات متناغمة بين الحوثي وعدد من مرضى النفوس على صفحات التواصل الاجتماعي وجميعها ركزت على جوانب رئيسية، هي الاساءة للعلاقات السعودية اليمنية ولأكثر من مليوني يمني مغترب داخل السعودية وعائلاتهم داخل اليمن، ومحاولة البحث عن انتصار وهمي لعصاباتهم وتبني العملية الإرهابية بشكل غير مباشر، وإطلاق حملات للتمويه ومحاولة مساعدة الإرهابي على الفرار والعمل على إرباك الأجهزة الأمنية التي تلاحق الإرهابي.
لكن الشعب اليمني وقيادته انتفض غضباً ورافضاً لهذا العمل الإرهابي الجبان والذي نعزي فيه قيادة وشعب السعودية وندعو الله أن يرحم الشهداء ويكتبهم في العليين مع النبيين والصالحين، كما اصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي توجيهات بسرعة ملاحقة الإرهابي والقاء القبض عليه، فضلاً عن تحركات أمنية لتعقب تحركات ومكان إقامة الخائن.
وشكل الهجوم الإرهابي على القوات السعودية في سيئون رسالة قوية للأجهزة الأمنية والجيش اليمني شددت على ضرورة إعادة النظر في ترتيبات الجيش والأمن واتخاذ إجراءات لاختبار مدى ولاء الأفراد للدين والوطن والتجرد من أي ولاءات وإرتباطات أخرى تتعارض مع مصلحة اليمن العليا.
إن المرحلة التي نعيشها في اليمن تستوجب علينا رفع اليقظة الأمنية والعسكرية والضرب بيداً من حديد في وجه كل من يحاول إثارة الفوضى والعنف والاساءة للدولة ومؤسساتها الشرعية وتهديد مصالحها العليا ومصلحتها مع اشقائها وجيرنها الاوفياء الذين يقفون معنا في السراء والضراء ويقدمون كل غالٍ في سبيل ازدهار ونماء بلادنا، فأي خلافات ومصالح جانبية بعيداً عن المصلحة العليا للوطن لن تخدم إلا الحوثي ومن يقف خلفه من أصحاب الأطماع الخارجية.
لقد تسببت الخلافات بين المكونات السياسية اليمنية طوال السنوات العشر الماضية في دعم الانقلاب الحوثي وتحويل بلادنا إلى لقمة صائغة لأصحاب الأطماع القادمين من خلف البحار، لكننا وبعد توحيد الصفوف في المشاورات التي رعاها اشقائنا في الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي لا ينبغي أن نفتح نفاذة لهؤلاء الخونة واعداء الإنسانية وأصحاب المشاريع الصغيرة والتدميرية وعلينا الانطلاق في استثمار التوافق السائد بتعزيز جبهتنا العسكرية وتحديد أهدافنا التنموية وتعزيز الثقة بين السلطة والشعب والتركيز على وضع الخطط والإجراءات لتفكيك عصابة الإرهاب الحوثية وانهاء معاناة شعبنا مع هذه الشرذمة الإجرامية العنصرية الطائفية التي تدين بالولاء للفقيه وتعادي وتحقد على الإنسان اليمني وعلى العرب والمسلمين.
هذه العصابة المستأجرة التي تعمل لصالح مشاريع واهداف ذات ابعاد خارجية (إيرانية وإسرائيلية)، هدفها الوحيد تحويل اليمن إلى مستنقع للموت والإرهاب، واستهداف دول الجوار اليمني وإقلاق السكينة العامة وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
إن الجريمة الإرهابية التي وحدتنا اليوم تؤكد للجميع أن الثأر لكل من سقط على تراب اليمن من اشقائنا وإخواننا ومن أبناء وطننا لن يكون إلا بوحدة البندقية اليمنية والقضاء على هذه الشرذمة الحوثية الإرهابية التي تنفذ أجندة خارجية في بلدنا، ولن يستقر اليمن سواء في شماله أو جنوبه في ظل وجود هذه العصابة الإجرامية.
علينا الايمان بثقة مطلقة أن اشقائنا سيظلون إلى جانبنا في كل خيارتنا وأهدافنا حتى الوصول إلى دولة مستقرة ومزدهرة ولذا ينبغي علينا أن لا ندخر اي جهد يودي إلى تحقيق النصر والنهاية الفعلية لأكبر خطر جاثم على تراب وطننا.
-->