تحليل سياسي للقاء محمد الحسيني في قناة العربية عن حزب الله وإيران قبل اغتيال حسن نصر الله

صفوان سلطان
الأحد ، ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٧ مساءً

 

ما دفعني للاستماع مرة أخرى لمقابلة محمد الحسيني، أحد المقربين سابقًا من إيران وقيادات حزب الله، هو تحقق قراءته عندما حذر حسن نصر الله من خطر استهدافه المباشر، وهو ما حدث بالفعل باغتياله. 

 

 

 

*استهداف حسن نصر الله ….

 

الحسيني حذر بوضوح من أن معلومات دقيقة حول تحركات نصر الله تم تسريبها إلى جهات دولية، مما جعله هدفًا مفتوحًا. هذه الواقعة تعكس تحولًا استراتيجيًا في استهداف قيادة حزب الله، مما وضع الحزب في موقف دفاعي غير مسبوق. الحادثة تشير إلى أن نصر الله لم يعد مجرد قائد سياسي، بل تحول إلى عقبة أمام المصالح الدولية في الشرق الأوسط.

 

 

 

*دور إيران في تأسيس حزب الله…

 

إيران كانت المحرك الأساسي وراء تأسيس حزب الله ودعمه لتعزيز نفوذها الإقليمي. ولكن هذا الدور النّفعي جعل الحزب وسيلة لتحقيق مصالح طهران، وليس كيانًا مستقلاً. بمرور الوقت، استُخدم حزب الله في صراعات إقليمية عديدة، ما جعله عرضة لضغوط دولية متزايدة. اغتيال نصر الله يفتح الباب أمام إعادة النظر في علاقة الحزب بإيران وتحديد مستقبله.

 

 

 

*التضحية بقادة الحزب ….

 

الحسيني أكد أن إيران مستعدة للتضحية حتى بحلفائها، كما حدث مع قاسم سليماني. اليوم، بعد اغتيال نصر الله، يبدو أن الحسيني كان على حق: إيران لم تجد أي مانع في تقديم نصر الله قربانًا إذا اعتبرته عبئًا على مصالحها. هذا السلوك الإيراني يكشف عن براغماتية سياسية قاسية؛ حيث لا توجد ولاءات دائمة في السياسات الإقليمية.

 

 

 

*تحولات ما بعد 7 أكتوبر …

 

الحسيني تنبأ بأن الأحداث الإقليمية ستؤدي إلى تخلي إيران عن حزب الله، وهو ما تجلى باغتيال نصر الله. الضغوط المتزايدة على إيران أجبرتها على تقديم تنازلات؛ وحزب الله كان أحد تلك التنازلات. اغتيال نصر الله يمثل معلمًا جديدًا في التحول السياسي بالمنطقة، حيث تبدو إيران أقل التزامًا بحلفائها وأكثر تركيزًا على بقائها الداخلي.

 

 

 

الدولة العميقة في إيران …

 

الحسيني سلط الضوء على "الدولة العميقة" في إيران التي تتخذ القرارات الكبرى دون إشراف خامنئي. هذه الدولة العميقة، المكونة من سياسيين وأمنيين، قررت التضحية بنصر الله لضمان مصالح النظام الإيراني. تلك القرارات تُظهر أن إيران قادرة على التخلي عن أي حليف إذا كان ذلك ضروريًا لبقاء النظام.

 

 

 

* الاستهداف المباشر لقيادات الحزب..

 

كما توقع الحسيني، كانت قيادات حزب الله هدفًا مفتوحًا لاستهدافات دقيقة من قبل القوى الدولية. اغتيال نصر الله يعكس هشاشة الوضع الأمني داخل الحزب واعتماده الكامل على إيران. الآن، بعد فقدان نصر الله، قد يواجه الحزب انهيارًا داخليًا يؤثر على دوره الإقليمي.

 

 

 

*الدولة العميقة وقرارات التضحية…

 

الحسيني أوضح أن النظام الإيراني يعمل كطائر مُثقل يضطر للتخلي عن بعض الحمل من أجل البقاء. إيران اختارت التضحية بنصر الله تمامًا كما فعلت مع قادة آخرين. هذه السياسة البراغماتية تعكس واقعًا قاسيًا لحلفاء إيران في المنطقة: لا شيء مضمون، وكل شخص أو منظمة قد يكون عرضة للاستغناء عنه.

 

 

 

*التعاون مع الأعداء لتحقيق المصلحة…

 

الحسيني كشف عن نفاق النظام الإيراني؛ حيث رفعت إيران شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل لكنها تعاونت معهما عندما اقتضت مصلحتها ذلك. اغتيال نصر الله يأتي في سياق ازدواجية إيران السياسية، حيث ترفع الشعارات الثورية في العلن بينما تعقد الصفقات في الخفاء. هذا النفاق عزز من عزلة حزب الله وأضعف موقفه.

 

 

 

*تراجع مكانة نصر الله داخل حزب الله  

قبل اغتياله…

 

كانت مكانة نصر الله تتراجع داخل الحزب كما أوضح الحسيني. الانتقادات الداخلية وتدهور شعبيته جعلت من إعادة هيكلة الحزب أمرًا محتملًا. بعد اغتياله، سيُثار التساؤل حول من سيخلفه وما إذا كان الحزب قادرًا على التعافي من هذه الضربة.

 

 

 

*التحذير الأخير لنصر الله…

 

محمد الحسيني وجّه تحذيرًا أخيرًا لنصر الله قبل اغتياله، مؤكدًا أنه مستهدف ليس فقط من القوى الدولية بل من إيران نفسها. باغتياله، يتضح أن نصر الله لم يكن سوى ورقة في لعبة إقليمية أكبر، وأن إيران لم تتردد في التخلي عنه عندما اقتضت مصلحتها ذلك.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي